تقرير شامل في ختام مؤتمر كوب 30 مع وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة
مما لا شك فيه أن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP30 الذي انعقد في مدينة بيلم البرازيلية في نوفمبر 2025 كان محطة مهمة في مسار التصدي لتغير المناخ على مستوى العالم.
استمر المؤتمر من 6 إلى 21 نوفمبر، وناقش المشاركون مجموعة من القضايا الأساسية بينها تحقيق التزام الدول بخفض الانبعاثات، التمويل المناخي، المحافظة على الغابات والاستدامة الزراعية، وذلك في ظل تحديات متزايدة من تغير المناخ والاحتباس الحراري.
ما سوف يتم الاتفاق عليه في المذكرة النهائية للمؤتمر اختتم المؤتمر في 21 نوفمبر 2025 بالمذكرة نهائية تضمنت "حزمة بيلم السياسية" التي تم الاتفاق عليها، والتي ركزت على الآتي:
- تحديد هدف واضح لخفض الانبعاثات تدريجيًا وصولًا إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
- تعزيز التمويل المناخي لدعم الدول النامية في التكيف مع آثار تغير المناخ وتقليل الانبعاثات.
- تطوير تعاون عالمي شامل يدمج أسواق الكربون بما في ذلك اقتراح تعديل الحدود الكربونية، كما اقترحت البرازيل.
- تحديث وتقديم المساهمات الوطنية المحددة (NDCs) لتتماشى مع أهداف باريس والتوجه نحو طموحات أعلى في خفض الانبعاثات قبل 2035.
- الاعتراف الرسمي بالتحديات الناجمة عن فقدان الأضرار والتكيف، والدعوة إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في تنفيذ الالتزامات.
ومن جهود البرلمان العالمي للبيئة الذي لعب دورًا بارزًا في المساعي الدبلوماسية داخل المؤتمر، حيث عمل على جمع وتوفيق وجهات نظر عديدة بين الوفود، خاصة في ظل غياب تمثيل رسمي عن الولايات المتحدة الأمريكية، مما أثر على بعض النقاشات المتعلقة بالتمويل والمواقف الحاسمة.
البرلمان تدخل في جهود التشاور لتقريب وجهات النظر بين الدول المتباينة، وتعزيز دور البرلمانات الوطنية في الإصلاحات التشريعية والرقابية لضمان الالتزام بالتعهدات المناخية.
وعن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا: فللمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، غابت الولايات المتحدة عن التمثيل الرسمي في مفاوضات COP30، وهو ما اعتبره مراقبون يعكس التباين السياسي وموقف إدارة ترامب تجاه قضايا المناخ.
وكان لهذا الغياب أثر سلبي على تحريك ملف التمويل المناخي والمواضيع الحيوية الأخرى.
وأعلنت الصين تحديث مساهماتها الوطنية لعام 2035، حيث تعهدت بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة مع الارتفاع في مساهمة الطاقة النظيفة بنسبة تصل إلى 30%، والالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل 2060، لكنها لم تقدم موعدًا واضحًا لذروة الانبعاثات، ما أثار قلق الخبراء حول إمكانية تحقيق أهداف 1.5 درجة مئوية .
أما روسيا لم يكن موقفها بارزًا كالصين أو الولايات المتحدة خلال المؤتمر، لكن روسيا أكدت أهمية التعاون الدولي مع التأكيد على مصالحها الاقتصادية والطبيعية خلال الحرب الدائره مع أوكرانيا في سياق المناخ، مع بعض المقتربات المحافظة في التزامات خفض الانبعاثات.
وفي الختام، رأي البرلمان العالمي للبيئة في مؤتمر COP30 أنه بالرغم من التحديات السياسية، فقط واصل دوره مع الأمم المتحدة في الدفع نحو التوازن بين المواقف وتعزيز الالتزام العالمي بالمحافظة على البيئة وتغيير المناخ، مؤكداً أهمية التضامن الدولي والعمل الممكّن من البرلمانات الوطنية وعموم الدول لمواجهة أزمة المناخ بشكل فعال.
هذه الصورة الشاملة لمجريات مؤتمر COP30 تمثل خطوة جديدة في طريق تصعيد العمل المناخي الدولي رغم بعض العقبات، وتعكس واقع التحديات التي تواجه العالم في حماية كوكبنا .

