قهوجي البرلمان… عبد المعبود من مطاحن البن إلى مطحنة النواب

• سر الصعود المفاجئ لصاحب مطاحن البن .. ونشطاء: الإصدار الفاخر للمال السياسي .

• يزعم انه خاض اختبارات سياسية وثقافية للدخول في القائمة الوطنية .. وتعليقات ساخرة : مش عارفين نضحك ولا نعيط .

• ناشط ساخرا : نرجو من عبد المعبود تنقية البن المشغول من البزلاء ونواة البلح وتصفية الحياة السياسية من التوليفات الفاسدة.

منذ انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة، والغضب يتصاعد على السوشيال ميديا بسبب تصدّر رجال الأعمال للمشهد السياسي، والحديث المستمر عن المال السياسي، وظهور مرشحين بلا أي خبرة أو رصيد في الشأن العام. وزادت حالة الغليان بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه عن وقوع تجاوزات واضحة، أعقبها قرار اللجنة العليا للانتخابات بإلغاء العملية الانتخابية في 19 دائرة، وهو ما أكّد للناس أن ما كان يقال عن "طبخ" الانتخابات لم يكن مجرد إشاعات… بل رائحة الشواء كانت مالية الجو بالفعل.

وفي هذا الجو المشحون، ظهر لنا نموذج كفتجي الشيوخ، الذي جاء ليعلّم السيدات "الوصفة السرية" للكفتة الحاتي، وكيفية التسييخ بلا فرولة، وكأن الدولة قررت تقديم “كورسات مهارات” بدل تقديم ممثلين حقيقيين للشعب.

واليوم… ننتقل من عالم الكفتة إلى عالم القهوة، لنكتشف أننا على موعد مع قهوجي البرلمان. وصبّع صبّع يا عم الحاج… عندنا طرب من غير ضرب، وقهوة مزاج عالي، ومحوجة للناس المنعنشة… وغامق وفاتح، وفي الشتا نفتح مراوح كمان!

ظهر اسم أحمد عبد المعبود، مالك مطاحن البن، فجأة في المشهد السياسي كما تظهر “ريحة البن” من محل قهوة جديد في نص الحارة… صوت عالي ودعاية كتير، لكن من غير أي تاريخ سياسي أو رصيد مجتمعي يُذكر. الرجل الذي يقسم أنه “لم يدفع جنيهًا واحدًا” للحصول على مكانه في القائمة، أصبح بالنسبة لكثيرين نموذجًا صريحًا لفكرة: رجال الأعمال يدخلون البرلمان زي ما يدخلوا أي مزاد… اللي يزقّ أكتر يقعد أكتر.

وبدل ما نلاقي مرشح عنده فهم تشريعي أو خبرة في الشأن العام، لقينا صاحب مطاحن بن بيحكي عن “اختبارات سياسية وثقافية” خاضها عشان يدخل القائمة… والناس مش عارفة تضحك ولا تعيط:

إحنا بنختار نواب… ولا بنختار توليفة بن محوج زيادة؟

بعض النشطاء شافوا إن وجوده في القائمة هو الإصدار الفاخر من “المال السياسي”، وإن البرلمان بقى مساحة لرجال الأعمال اللي عايزين يحمّصوا نفوذهم و يطحنوا مصالحهم تحت قبة المجلس… بينما المواطن يكتفي برائحة البن من بعيد.

وقال أحد النشطاء ساخرًا:

“كل ما نرجوه أن يبدأ الأستاذ عبد المعبود بتصفية البن المغشوش بالبزلاء ونواة البلح… ويمكن بالمرة يصفّي الحياة السياسية من التوليفات الفاسدة.”