ومن الحب ما قتل.. أستاذ جامعي ينهي حياة طليقته في شبرا الخيمة
في حي هادئ من أحياء شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، كانت الحياة تسير كعادتها، الباعة ينادون على زبائنهم، والأطفال يركضون في الأزقة، والأهالي يهرولون إلى أعمالهم، لكن ذلك الصباح لم يكن كغيره، فقد تحولت إحدى شوارع المدينة إلى مسرح لجريمة حب مأساوية، تشبه مشهدا من فيلم انتهى بكارثة.
تفاصيل الواقعة
قبل أعوام، كان «أحمد» أستاذا جامعيا خمسينيا يعمل في إحدى جامعات السويس، رجل ذو مكانة علمية واحترام واسع بين طلابه، في إحدى المرات، قادته الأقدار إلى لقاء بسيط مع فتاة عرفها من خلال شقيقة طالبة تدرس لديه، نظرة واحدة كانت كافية لتشعل داخله شيء لم يعرفه من قبل، كأنما عاد به الزمن إلى مراهقة متأخرة لم يعشها قط.
كانت شابة جميلة، واثقة، تعرف كيف تجذب الانتباه دون تكلف، تعرف إليها، وأحبها بجنون، وتزوجها رغم اعتراضات البعض، ليبدأ معها فصل جديد من حياته ظن أنه سيكون أجمل فصولها.
اقرأ أيضاً
شاب يمزق شقيقه بطعنة نافذة بأكتوبر
بسبب الأجرة.. عامل يطعن سائق توك توك في أبو النمرس
معلمة تفقد الوعي بعد مشادة مع زميلها داخل مدرسة ببنها
إعلان القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب بمحافظة القليوبية
انقلاب ميكروباص بالطريق الحر بالقليوبية
اختناق 5 أشخاص في حريق بدروم عقار بشبرا الخيمة والحماية المدنية تسيطر
كشف لغز العثور على جثة شاب مكبل اليدين والقدمين بترعة النوبارية
انتحر بطلق نارى .. العثور على ”جثة” حفيد نوال الدجوي
جهود أمنية لكشف ملابسات العثور على جثة موظف داخل مزرعته بالشرقية
المؤبد لـ3 متهمين لاتجارهم في المواد المخدرة بشبرا الخيمة
مهشم الرأس.. غموض يحيط بالعثور على جثة تاجر مواشي بالحوامدية
العثور على جثة طبيب سقط من أعلى عقار ببنها
لكن الأيام لم تكن رحيمة، بعد زواجهما، بدأت الخلافات الصغيرة تكبر ككرة من النار، تتدحرج لتلتهم كل ما بينهما، أنجبا طفل بعد رحلة علاج طويلة من العقم، طفل أنابيب جاء بعد سنوات من الانتظار والمعاناة، لكنه لم يكن كافيا لإنقاذ ما تبقى من حب يحتضر.
تحولت الحياة بينهما إلى صراع دائم، هو يرى نفسه مظلوم ومُستنزف، وهي ترى أنه أناني وقاسٍ، قضايا، دعاوى، خلافات، ومشاحنات لا تنتهي، تحول البيت الذي جمعهما إلى ساحة نزاع، ثم إلى سجن نفسي لكل منهما.
الطلاق وقع أكثر من مرة، وكل مرة كان الأمل يعود ثم ينكسر من جديد، حتى باتت العلاقة لعنة تطارد كليهما، كانت الخلافات حول شقة في الشيخ زايد هي القشة التي قصمت ظهر العلاقة، أراد بيعها، ورفضت هي، حتى انتهى بهما الحال في ساحات القضاء.
وفي النهاية، حكمت المحكمة بتمكينها من الشقة، بينما هو خرج من حياته المترفة إلى غرفة صغيرة بناها أسفل العمارة، بين الرطوبة والبرد، ينام فيها وحيدا لا يسمع سوى صوت خطواتها في الأعلى.
في مساء خريفي ثقيل، عاد «أحمد» إلى بيته منهكا، كانت الشمس تغيب ببطء خلف الأبنية الرمادية، حين لمح طليقته تنزل الدرج بخطوات ثابتة، لم يتبادلا التحية، فالنظرات وحدها كانت تحمل ما يكفي من الكره والغضب، لحظة واحدة كانت كفيلة بانفجار الغضب الكامن منذ سنوات.
لم يفكر، لم يتراجع، وكأن كل مشاعره القديمة حبا وغيرة وغضبا تداخلت لتتحول إلى عاصفة واحدة سوداء، خرج من غرفته، عاد بعد ثوان والسكين في يده، وانقض عليها وسط الشارع، صرخات، دماء، هرج، ووجوه مذهولة لم تستوعب المشهد.
في ثوانٍ معدودة، انتهى كل شيء، سقطت على الأرض صامتة، ووقف هو مشدوها أمام جسدها كأنما لا يصدق ما فعلته يداه.
جريمة شبرا الخيمة
تلقى اللواء محمد السيد مدير المباحث الجنائية إخطار من اللواء وائل متولي، رئيس مباحث المديرية، والمقدم مصطفى دياب رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، بورود بلاغ من الأهالي يفيد قيام شخص بطعن سيدة أمام أحد المطاعم وسقوطها غارقة في دمائها.
بالانتقال والفحص، تبين العثور على جثة المجني عليها «ن س م»، 44 سنة، سمسارة وتاجرة ومقيمة بمنطقة الكابلات، مصابة بطعنة نافذة بالرقبة وعدة طعنات متفرقة في الجسد، وتم نقل الجثة إلى مستشفى ناصر العام تحت تصرف النيابة العامة.
بتكثيف الجهود وإعداد الأكمنة، تمكنت قوة من مباحث القسم من ضبط المتهم والسلاح المستخدم، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة بدافع خلافات زوجية وقضايا متبادلة بينهما.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للمتهم وتحريات المباحث حول الواقعة وجار استكمال التحقيقات.

