صمتٌ يليقُ بالوجع !
لم يستغرق الأمر أكثر من ساعات…
بين تحيّةٍ ووداع، تخللتهما دقّات قلبٍ مضطربة، ومشاعرُ متداخلة، وضوءٌ خبا قبل أن ينتشر ويُنير ظلمةً ملأت روحًا قررت الاستسلام للقدر الشقي.
لم يستغرق الأمر سوى ساعات…
بين ابتسامةٍ على استحياء، إلى غصّةٍ مؤلمة، تخللتهما ضحكاتٌ وهمهمات، بين شهقاتٍ تقطّعت قبل أن تُفسح للهواء مجالًا ليتخلّل رئةً تتعطّش لاستنشاق الأكسجين النقي.

نعم… لم يستغرق الأمر كثيرًا؛
بين خشوعٍ في حرم السلام،
إلى دموعٍ في تأبين الهيام، بلا نحيبٍ ولا بكاء.
وياله من إحساسٍ شاق… أن تتألّم ولا تجد رأسك كتفًا للاِتكاء.
لقد استغرق الأمر ما يستحقه، وكلّ مضى يحمل ما استحقّه.
ولا عزاء للأرواح المنكوبة، ولا للقلوب الكسيرة…
لا عزاء، ولا هدهدة، ولا مواساة… وياله من ابتلاء.
صمتًا…
فإن في الصمت نجاة إذا تزاحمت وتوالت الصدمات.
وصمتًا…
فإن في الصمت طهارة إذا تعالت الصرخات.

