عالم بالأوقاف: سخاء عثمان بن عفان في ”بئر روما” كان مواجهة للجشع الاقتصادي وجعله يستوجب الجنة


قال الشيخ أحمد سعيد فرماوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن سيدنا عثمان بن عفان “الحيي السخي ذو النورين” قدم للأمة الإسلامية أعمالًا خالدة في مجال العطاء، أبرزها كان في مواجهة الجشع الاقتصادي والتحضير العسكري.
وأشار “فرماوي”، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، إلى قصة "بئر روما" في المدينة المنورة، والتي كانت ملكاً ليهودي يغالي في سعر الماء على المسلمين، وعندما ندب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لحل المشكلة، ذهب سيدنا عثمان إلى اليهودي، فضلًا عن فطنة عثمان، حينما رفض اليهودي بيع البئر كاملاً، فساومه عثمان على شراء نصف البئر بـ 8000 درهم، ليصبح البئر مقسوماً بينهما: يوم للمسلمين ويوم لليهودي، وأعلن عثمان أن اليوم المخصص له يستطيع فيه المسلمون أخذ حاجتهم من الماء "ببلاش"، وبذكاء منه، لم يعد أحد يشتري الماء في يوم اليهودي، واضطر اليهودي لبيع النصف الآخر بـ 4000 درهم، وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوجب عثمان، أوجب عثمان"، أي استوجب الجنة بهذا الفعل.
وأوضح أن الموقف الثاني الخالد لسخاء عثمان في غزوة تبوك (جيش العسرة) كان في العام التاسع الهجري، عندما تجهزت جيوش الروم لغزو المدينة في فصل صيف حار ووسط قلة ذات يد لدى المسلمين، عندما حث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على التبرع لجيش قوامه 30 ألف مقاتل، تبرع سيدنا عثمان بجهد يفوق التوقعات، وأحضر عثمان 1000 ناقة مجهزة بالكامل بالسلاح والطعام والشراب وكل ما يلزم، ثم أحضر 1000 دينار من الذهب، ثم زاد بـ 10,000 دينار أخرى (ما يعادل قرابة 40 كيلو جراماً من الذهب)، وجهز عثمان رضي الله عنه ثلث الجيش بالكامل، مما جعله سببًا مباشرًا في الحفاظ على الهيبة العسكرية للدولة الإسلامية.
واختتم: عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سخاء عثمان وعطاءه بلا حدود، قال كلمته الخالدة: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم". وظل سيدنا عثمان مخلصاً لعطائه، فلم يسترد الأموال التي تبرع بها لجيش العسرة حتى بعد عودة الجيش دون خوض قتال.