الإثنين 13 أكتوبر 2025 05:33 مـ 20 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أخبار مصر

صمود أولي لوقف إطلاق النار في غزة وسط عودة آلاف النازحين إلى الشمال

نقلا عن وكاله انباء (شينخوا) يسود هدوء حذر مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، في أول مؤشر على صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما بدأ آلاف الفلسطينيين العودة تدريجيا إلى شمال القطاع، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من عدة مناطق حضرية.

وامتدت حركة العودة على طول الطريق الساحلي المعروف باسم "الرشيد"، الرابط بين جنوب القطاع ومدينة غزة، حيث شوهدت عائلات تحمل ما تبقى من أمتعتها في طريقها إلى منازلها التي تعرضت للدمار أو التضرر الشديد خلال الحرب المستمرة منذ عامين.

وقالت أم جميل، التي كانت تسير مع أولادها على الطريق المؤدي إلى غزة، إن شعورها مختلط بين الفرحة بعد توقف القتال، والألم بسبب الدمار الهائل الذي حل بالقطاع، مضيفة أن أحد أولادها أصيب خلال الغارات الأخيرة على المدينة وهو يتعافى الأن، مشيرة إلى أنها "تأمل أن تكون هذه آخر مرة نعيش فيها مثل هذه الحرب".

وشهدت مناطق شمال غزة ومدينة غزة عودة تدريجية للمدنيين بعد أن تراجعت القوات الإسرائيلية إلى أطراف المناطق الحضرية، بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وألحقت دمارا واسعا بالبنية التحتية.

اقرأ أيضاً

وبحسب شهود، فإن الكثير من العائدين وجدوا منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن، فيما لجأ آخرون إلى مدارس وأبنية متضررة جزئيا في انتظار حلول دائمة.

وقال أبو سمير صوالحة، أحد العائدين، "نعود فقط لنرى ما تبقى، لا كهرباء، ولا مياه، ولا مأوى، لكن على الأقل لم تعد القذائف تتساقط".

وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن أكثر من 300 ألف نازح عادوا إلى مناطقهم في شمال القطاع ومدينة غزة خلال 24 ساعة، في ظل "غياب شبه تام لوسائل الإيواء المؤقتة".

وقال مسؤول محلي إن السلطات في غزة "تحاول تنظيم عودة تدريجية للمدنيين إلى المناطق الآمنة"، محذرا من مخاطر الألغام والأنقاض غير المستقرة. وأشار إلى أن عمليات إزالة الركام لا تزال في بداياتها بسبب نقص المعدات والوقود، مضيفا أن هذا التحرك الشعبي الواسع يعد أول مؤشر عملي على أن الهدوء النسبي بدأ يترسخ في القطاع بعد وقف القتال، رغم الشكوك التي تحيط بمستقبل الاتفاق وشروط تنفيذه خلال الأيام المقبلة.

مدينة منكوبة

وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن المدينة "تعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة"، موضحا أن آثار الحرب "طالت مختلف مناحي الحياة والمرافق العامة والخدمات الأساسية"، وأن "غزة تحولت إلى مدينة منكوبة بفعل الدمار الشامل".

وأشار السراج في بيان إلى أن مئات الآلاف من السكان ما زالوا يعيشون في ظروف "بالغة القسوة"، يفتقرون فيها إلى المياه النظيفة والغذاء والخدمات الصحية والمأوى، في ظل "انهيار شبه كامل للبنية التحتية".

وأضاف أن الدمار شمل "الطرق وآبار المياه ومحطات الصرف الصحي وشبكات الإنارة والاتصالات وآليات البلدية"، ما أدى إلى "شلل شبه تام في تقديم الخدمات الأساسية وتفاقم الأوضاع الصحية والبيئية".

وقال إن الكارثة الإنسانية "تتسع يوما بعد يوم مع استمرار الحصار ونقص الموارد"، مشيرا إلى أن "جهودا استثنائية تبذل للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات رغم فقدان المعدات والوقود وغياب الدعم اللازم".

وحذر من أن استمرار الأزمة يهدد "بكوارث جديدة" مع اقتراب موسم الأمطار، داعيا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى "التحرك العاجل لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين ودعم الجهود البلدية لتأمين الخدمات الأساسية وحماية مقومات الحياة في غزة".

-- انتشار أمن حماس في شوارع غزة

وفي مدينة غزة، شوهدت عناصر من الأمن التابع لأجهزة أمن حماس ينتشرون في الشوارع والمفترقات الرئيسية، وهم يرتدون زيا يحمل شعار "الأمن الداخلي- وزارة الداخلية"، وبعضهم يضع أقنعة ويحمل أسلحة خفيفة.

وقال أحد الضباط الميدانيين إن الانتشار يهدف إلى "فرض النظام في المناطق التي انسحب منها الاحتلال" وبسط السيطرة الأمنية في الأسواق ومناطق الاحتكاك "حتى يشعر المواطن بالأمان"، وأضاف "سنفرض سيادة القانون في جميع مناطق قطاع غزة".

مشهد لتمركز مركبات الجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية مع غزة يوم 10 أكتوبر 2025.(شينخوا)

-- الجيش الإسرائيلي يستكمل إعادة تموضعه

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استكمل "تموضعه العملياتي" في أنحاء قطاع غزة وفق الآلية الموقعة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ لإعادة المختطفين.

-- 9500 مفقود منذ اندلاع الحرب

من جهته، قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، إن طواقم الإنقاذ انتشلت أكثر من 150 جثمانا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، داعيا إلى "إدخال معدات حديثة لتسريع عمليات البحث والانتشال".

وأضاف أن نحو 9500 شخص ما زالوا مفقودين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، مؤكدا أن طواقم الدفاع المدني "تواصل العمل في ظروف صعبة للغاية"، بسبب نقص الوقود والمعدات.

-- عقبات مبكرة في تنفيذ الاتفاق

وبعد إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي، بدأ العد التنازلي لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى والرهائن خلال 72 ساعة.

وبموجب الاتفاق، ستفرج حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن 250 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد و1700 معتقل احتجزوا خلال الحرب، وتقدر إسرائيل عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بـ48، من بينهم 20 ما زالوا على قيد الحياة.

لكن مصادر فلسطينية قالت إن "الأزمة الأولى في تنفيذ الاتفاق" برزت بعدما غيرت إسرائيل قائمة الأسرى، مستبدلة أكثر من 100 اسم، بينهم قياديون بارزون مثل مروان البرغوثي (فتح) وأحمد سعدات (الجبهة الشعبية) وعدد من قادة حماس.

وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس في بيان إن "إسرائيل انقلبت على الاتفاق"، وطالبت الوسطاء بالتدخل لتفادي انهياره.

كما قالت مصادر أخرى في حركة حماس إن الاتفاق ينص على تسليم جميع الرهائن الأحياء بين يوم غد الأحد وفجر بعد غد الإثنين، وتسليم الجثامين "قدر الإمكان".

وذكرت أن القيادي في الحركة سهيل الهندي سيمثلها في غرفة العمليات المشتركة المشرفة على التنفيذ، فيما سيتولى الصليب الأحمر الدولي تنسيق عمليات التسليم بالتعاون مع وفد مصري يزور سجني عوفر والنقب للتحقق من أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

وقالت وسائل إعلام اسرائيلية إن عملية التسليم والإفراج عن الرهائن، ستتم بسرية ويحظر على حركة حماس إقامة احتفالات أو تغطية إعلامية أثناء عملية التسليم.

صمود أولي لوقف إطلاق النار في غزة وسط عودة آلاف النازحين إلى الشمال