كيف تسهم الصين في تمكين المرأة من آسيا إلى إفريقيا


نقلا عن وكاله انباء (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ ذات مرة إن "المرأة هي مؤسسة الثروة المادية والروحية، وتمثل قوة مهمة تدفع التنمية والتقدم على الصعيد الاجتماعي".
أدلى شي بهذه التصريحات أثناء ترؤسه اجتماع القادة العالميين بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والذي عُقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 27 سبتمبر 2015، حيث أظهر التزام الصين بدفع تنمية المرأة وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وعلى مدار العقد الماضي، حققت الصين تقدما كبيرا في تعزيز التنمية الشاملة للمرأة. فقد تميزت نساء صينيات لا حصر لهن في مجالات مختلفة، ليسهمن بقوتهنّ وحكمتهنّ في السلام والتنمية العالميين، بالإضافة إلى حماية المرأة والطفل بشكل أفضل.
وفي الوقت نفسه، لقد تعاونت الصين مع دول العالم لتمكين المرأة. ومن آسيا إلى إفريقيا، أدت القصص الملهمة للجهود المشتركة الرامية إلى بناء عالم أفضل، إلى تسريع التقدم العالمي لقضية المرأة.
اقرأ أيضاً
برلمانية: قمة شرم الشيخ تكتب فصلًا جديدًا من السلام.. ومصر الضامن الحقيقي لأمن المنطقة
في الخرطوم .. أسواق مؤقتة تبث الأمل وتعيد الحياة للعاصمة السودانية
النائب مجدي البري: قمة شرم الشيخ للسلام تعكس ريادة مصر في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي وإنهاء المأساة الإنسانية في غزة
يد الأهلي تستعد لمواجهة جي إس كيه الكونغولي في بطولة إفريقيا للأندية
أحمد سيد ”زيزو”: التأهل إلى كأس العالم حلم تحقق
إبراهيم حسن: منتخب مصر قادر على تكرار إنجاز المغرب في كأس العالم
محمود لملوم:اتفاق شرم الشيخ شهادة بدور مصر الريادي في المنطقة
مفاجآت كبيرة في تشكيل مصر أمام غينيا بيساو في تصفيات المونديال
سامي نصر الله: قمة شرم الشيخ تؤكد ريادة مصر لإحلال السلام في المنطقة
رئيس الوزراء: تنفيذ 500 ألف وحدة سكنية بعواصم المحافظات
الكاتب الصحفي محمد رجب يهنئ اللواء أركان حرب صلاح المعداوي بتعيينه في مجلس الشيوخ
روسيا تحذر الغرب من لحظة تصعيد في الحرب الأوكرانية
-- حماية رفاهها
في أواخر سبتمبر، زارت عليفة تشين، فتاة تبلغ من العمر 14 عاما من بنجلاديش، الصين للمرة الثالثة. وقد جالت في الجامعات الصينية وتبادلت الأفكار مع أقرانها الصينيين، لتستمد الإلهام والطاقة لملاحقة أحلامها.
وعندما ولدت تشين عام 2010، عانت والدتها أثناء عملية الولادة بسبب إصابتها بمشكلة خطيرة في القلب. وفي ذلك الوقت، كانت سفينة المستشفى البحرية الصينية "آرك بيس" (سفينة السلام)، ترسو في بنجلاديش ضمن مهمة شملت عدة دول لتقديم خدمات طبية مجانية للسكان المحليين. وعندما علم الأطباء الصينيون بالحالة الطارئة، هرعوا إلى المستشفى المحلي لإجراء عملية قيصرية لوالدتها، فأنقذوا حياة الأم والطفلة معا.
وقام والدها أنور حسين بتسمية ابنته تشين، والتي تعني "الصين" في لغة بنجلاديش.
وفي عام 2017، التقت تشين، الطبيبة الصينية شنغ روي فانغ، التي أجرت العملية لوالدتها. وعندما تعانقتا بحرارة، نادت الفتاة قائلة باللغة الإنجليزية: "أمي الصينية". ومنذ تلك اللحظة، بدأ حلمها بأن تصبح طبيبة. وشجعتها الدكتورة شنغ قائلة: "أنا مستعدة لمشاركة خبرتي كلها معك".
وفي عام 2023، كتبت تشين رسالة إلى الرئيس شي، تروي فيها علاقتها الخاصة بالصين وحلمها. وقد رد الرئيس شي عليها مشجعا إياها على الدراسة بجد لتحقيق حلمها، ورد الجميل لأسرتها، والإسهام في المجتمع، وخدمة بلادها.
احتفظت تشين برسالة شي في إطار على مكتبها. وقالت إنني "أريد أن أخبر الجد العزيز شي أنني أتذكر نصيحتك دائما وأدرس بجد لتحقيق أحلامي. فقد منحتني 'أمي الصينية' الحياة والإلهام، وآمل أن أسير على خطاها من خلال استخدام قدراتي في مساعدة الآخرين وإنقاذهم".
وعلى الصعيد العالمي، تظهر مبادرات الصين التزامها برفاهية المرأة. فقد ساعدت هذه المبادرات الدول النامية في تنفيذ 100 "مشروع صحي للمرأة والطفل" و100 مشروع "مدرسة سعيدة"، ما وفر دعما تعليميا للفتيات المحرومات.
وأشادت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لليونسكو، بجائزة تعليم الفتيات والنساء التي أنشأتها الصين واليونسكو بشكل مشترك عام 2015. وقد دعمت هذه الجائزة 20 مشروعا في 19 دولة، ما رفع الوعي العالمي بأهمية التعليم من أجل رفاهية المرأة وتمكينها.
-- مساعدتها على التألق في الحياة
استفادت تحية باوسو مساوي، وهي راعية ماشية من تنزانيا، بشكل كبير من تقنية "جونتساو" الصينية. في البداية، كانت متشككة في هذا النوع الجديد من الأعلاف الذي قدمه خبراء صينيون.
وتساءلت: "إنه يشبه قصب السكر، فهل ستأكله الأبقار فعلا؟" لكن الأبقار أحبته، وزاد إنتاج الحليب تقريبا إلى الضعف.
أتاح لها الدخل المتزايد شراء معدات جديدة ومركبة، كما وظفت 16 عاملا نصفهم من النساء. وشجعت نساء أخريات على الزراعة بتقنية "جونتساو" أيضا، ما ساعد الكثيرات على كسب دخلهنّ الأول، وتمكينهنّ من إعالة أسرهنّ وتعليم أطفالهنّ.
بالنسبة لـ مساوي، تمثل تقنية "جونتساو" المساواة والأمل والفرصة. وقالت إن هذه التقنية التي جلبها الخبراء الصينيون حسّنت تدريجيا حياتهم وغيّرت دور المرأة على الصعيد المحلي.
وقد شدد شي في العديد من المناسبات الدولية على الدور الحيوي لتنمية المرأة في تحقيق التقدم المشترك، حيث قال في اجتماع الأمم المتحدة عام 2015: "لا يمكن تحقيق التنمية من دون المرأة، ويجب أن تعود الفوائد التي تحققها على الجميع".
واليوم، وفرت تقنية جونتساو فرص عمل للمرأة في 106 دول حول العالم. كما أن مبادرة الخيزران كبديل للبلاستيك، التي أطلقتها الصين بالشراكة مع المنظمة الدولية للخيزران والراتان، قد حسّنت حياة المرأة في العديد من الدول الإفريقية. بالإضافة إلى ذلك، قامت ورشة عمل لوبان، وهي برامج تدريب مهني صينية، بتدريب ما يقرب من 6000 طالبة.
أما غيرترود مونغيلا، الأمينة العامة للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة الذي عُقد في بكين عام 1995، فقالت إن المرأة في بعض الدول النامية لا تزال متأخرة عن الرجل في العديد من المجالات بسبب نقص التمويل والمعرفة والمهارات.
وفي مقابلة حديثة مع وكالة انباء ((شينخوا))، أعربت مونغيلا عن أملها في أن تواصل الصين مشاركة خبراتها وتعزيز تعاونها مع مزيد من الدول، بما في ذلك الدول الإفريقية، من أجل تعزيز التنمية المستمرة لشؤون المرأة عالميا.
-- تمكينها الأكبر في الدول النامية
في أواخر سبتمبر، زارت أكثر من 40 مسؤولة من باكستان وجمهورية إفريقيا الوسطى الصين للمشاركة في ورش بناء القدرات التي نظمها المركز العالمي للتبادل والتعاون من أجل التمكين الرقمي للمرأة، والذي تم إنشاؤه حديثا.
وفي مدن مثل بكين وشانغهاي وهانغتشو وييوو، درست المشاركات نظم الحوكمة على مستوى القواعد الشعبية في الصين، وبحثن في تجارب ريادة الأعمال النسائية، والقرى الرقمية، والتجارة الإلكترونية العابرة للحدود. وقد مكّنتهن الزيارة من الاطلاع مباشرة على كيفية استفادة الصين من التقنيات الرقمية في تمكين المرأة، بما يعزز التنمية الذاتية للمرأة وإسهاماتها الاجتماعية.
ولتعميق التعاون في بناء قدرات المرأة في الدول النامية، أطلقت الصين منذ عام 2018 أكثر من 100 مشروع تدريبي يركز على المرأة والطفل في تلك الدول، حيث دربت من خلالها نحو 4000 شخص في مجال تمكين المرأة.
كما أنشأت الصين قاعدة تدريب عالمية للتعاون والتبادل في مجال تنمية المرأة، وصممت برامج تمكين مخصصة للدول النامية. وأُنشئت مراكز تدريب وتبادل تعاونية بالشراكة مع 15 دولة. ومن خلال صندوق التنمية العالمية والتعاون الجنوبي-الجنوبي، نفذت الصين مشروعات تركز على المرأة في أكثر من 20 دولة، تجاوزت تمويلاتها الإجمالية 40 مليون دولار أمريكي.
ترى بوكوفا، المديرة العامة السابقة لليونسكو، أن من أبرز إنجازات الصين في السنوات الأخيرة أن المرأة الصينية أصبحت "تركب موجة الاقتصاد الرقمي".
وقالت إننا "نعلم جيدا أن هذا هو اقتصاد المستقبل. وإذا أردنا دعم تمكين المرأة، فعلينا تزويد المرأة بالمهارات الرقمية حتى يتمكنّ من المشاركة في الاقتصاد الرقمي المتنامي بشكل كامل ومرن. وهذا بالضبط ما تفعله الصين اليوم".
ومن جانبها، قالت مونيكا مونتيرو، رئيسة الفرع البرازيلي لتحالف سيدات أعمال البريكس، إنه بينما لا تزال المرأة في الدول النامية يواجهن بعض العقبات، فإن الرقمنة واقتصاد المعرفة يخلقان فرصا جديدة ويفتحان مسارات جديدة لتنمية المرأة.
وأضافت أن الصين حققت نجاحا لافتا في تعزيز توظيف وريادة المرأة في قطاع التكنولوجيا الرقمية، ما يوفر مرجعا وتجربة قيّمة لدول الجنوب العالمي.