الخميس 9 أكتوبر 2025 08:05 مـ 16 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

مسرح بيرم التونسي بين التجاهل والشوّ المزيّف

منذ عام تقريبًا، وفي الصيف الماضي، قام الوزير الطيب أحمد هنو، بالتعاون مع محافظ الإسكندرية، بافتتاح جديد لمسرح بيرم التونسي، وسط زفّة بلدي بالمزمار والطبل والرقص.

تفاءل الجميع وقتها بأن تكون تلك الخطوة بداية لوضع خريطة حقيقية للعروض المسرحية، تعيد الروح للمسرح السكندري العريق.

لكن للأسف، منذ تلك الزفّة، وبعد كل ما صاحبها من رقص وتطبيل، أُغلق المسرح وعمّ الصمت.

نام الجميع، وتبخر حلم المسرحيين في الوقوف على خشبة بيرم من جديد، ليبقى السؤال مطروحًا:

هل هذا الإغلاق مقصود؟ أم أنه مجرد شو إعلامي ساذج؟ أم ماذا؟

أسئلة كثيرة أوجّهها إلى وزير الثقافة الذي لم يُبدِ حتى الآن اهتمامًا بالحركة المسرحية التي تحتضر، نتيجة لقيادات مرتعشة وضعيفة، باستثناء المجهود الكبير الذي يقوم به تامر عبد المنعم في مسرح البالون، وباسم بسيوني في عمله الدؤوب.

وفي هذا المقال، أنبّه الوزير الطيب أحمد هنو إلى ضرورة تغيير بعض القيادات التي استمرّت في مواقعها دون إنجاز يُذكر، بل يكتفون بادعاء “السنَد” والعلاقات.

ومنهم رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، الذي رغم كونه مخرجًا موهوبًا، إلا أنه ضعيف إداريًا ولا يمتلك أدوات القيادة.

يا وزير ثقافة مصر، هناك طاقات متميزة لم تحصل على فرصتها، بسبب من حولك من المقرّبين الذين يغلقون الأبواب أمام المبدعين خوفًا على مصالحهم.

إن مسرح بيرم التونسي وغيره من المسارح لا تجد دعمًا حقيقيًا، ولا اهتمامًا بتدوير الحركة المسرحية المفقودة، بسبب الغباء الاختياري في الإصرار على أشخاص بعينهم.

مصر تزخر بعناصر فنية رائعة تحتاج فقط إلى من يؤمن بها، خاصة الشباب الذين يقدمون أعمالًا مميزة من خلال مهرجان نقابة المهن التمثيلية.

أيها الوزير، انتبه...

وزارة الثقافة ليست وزارة عادية، بل هي وزارة العقل والوعي، فهي المسؤولة عن تنوير الإنسان المصري واكتشاف المواهب التي يمكن أن تعيد مصر إلى مكانتها الثقافية الرائدة.

لقد فقدنا الفن والإعلام والمسرح في ظروف غامضة، وربما مقصودة، تهدف إلى إفساد الإنسان المصري، فهل من صحوة حقيقية؟

مسرح بيرم التونسي وزير الثقافة