الأحد 5 أكتوبر 2025 09:37 مـ 12 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

انسحاب أم توسّع استيطاني.. ما وراء التحركات الإسرائيلية الجديدة في غزة

غزة
غزة

نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خريطة الانسحاب الإسرائيلي الأولية من غزة والتي أثارت ردود فعل متباينة في الساحة السياسية.

وبحسب الخريطة التي تم عرضها مساء أمس، فإن قوات الاحتلال ستنسحب من معظم المناطق الحضرية في غزة، مع الحفاظ على سيطرة محدودة في بعض المناطق الاستراتيجية.

تفاصيل خريطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن خريطة الانسحاب التي تم الكشف عنها، والتي أُطلق عليها "الخط الأصفر"، تظهر أن الجيش الإسرائيلي سيظل في مناطق تمتد على مسافة 6.5 كيلومتر داخل الأراضي الجنوبية للقطاع.

ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوة تأتي كجزء من صفقة سياسية تهدف إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والضغط على حماس للتفاوض على اتفاقية شاملة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثاني.

ومن أبرز النقاط التي تطرقت إليها الخريطة هو التحرك نحو "حماية العمق الإسرائيلي"، حيث ستظل بعض النقاط الحساسة مثل ناحيتين من حدود غزة، تحت السيطرة الإسرائيلية في حين أن العديد من المناطق الحضرية ستعود تدريجيًا إلى يد حركة حماس.

سيطرة على 70% من القطاع.. خريطة الانسحاب الإسرائيلي الأولي من غزة

هذه الخطوة، رغم أنها توفر إشارات على تسوية سياسية، إلا أنها قد تثير جدلًا داخليًا حول ما إذا كانت ستؤدي إلى وقف دائم للأعمال العسكرية أم لا.

تمثل هذه الخريطة نقلة نوعية في الخطط الأمنية الإسرائيلية، حيث يولي جيش الاحتلال الإسرائيلي أهمية كبيرة لاستمرار السيطرة على مناطق معينة، التي كانت في السابق ضمن نطاق "خطوط أفقية" لتفادي الهجمات المستقبلية.

توسع استيطاني أم انسحاب تكتيكي؟

تابعت الصحيفة العبرية أنه على الرغم من أن الخريطة تقدم تأكيدًا على استقرار الجبهة الجنوبية إلا أن استمرار السيطرة الإسرائيلية على بعض المناطق قد يُسمح له بتعزيز طموحات الحكومة الإسرائيلية بشأن التوسع الاستيطاني، الذي لا يزال يمثل أولوية لبعض الأوساط اليمينية، مثل وزراء الحكومة الإسرائيلية المتشددين.

يشير التحليل السياسي إلى أن هذه الخريطة تمثل عملية تجميع للأهداف الأمنية والعسكرية للاحتلال، حيث يعتبر البعض أن هذه الخريطة تعكس مكاسب استراتيجية لإسرائيل في سياق التفاوض على الإفراج عن المحتجزين.

وأكدت الصحيفة أن حركة حماس تدرك جيدًا أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة تأكيد السيطرة الإسرائيلية على القطاع، رغم التراجع الجزئي في بعض المناطق.

وبينما يراقب المجتمع الدولي الوضع، يأمل العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن تؤدي هذه الخريطة إلى استقرار مؤقت على الأقل.

تابعت الصحيفة العبرية أن الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين، إيتمار بن جفير وبسيال سموترتش اللذين يُعتبران من أبرز المدافعين عن التوسع الاستيطاني، يعتقدان أن هذه الخريطة توفر فرصة لتعزيز الاستيطان في المناطق المسترجعة من غزة، مما يشكل "حلمًا" بالنسبة لهم.