الجمعة 3 أكتوبر 2025 12:07 مـ 10 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

وفيق نصير: شرحت منذ 12 عاماً أن الفيضان وليس عجز المياه هو خطر خزان سد النهضة.. ومصر محمية بإذن الله

في هذا الحوار، نلتقي بالدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، الذي كان من أوائل من حذّروا من تداعيات سد النهضة قبل أكثر من 12 عامًا، لنتعرف منه على رؤيته المبكرة، وتقييمه للوضع الحالي، ودور مشروعات مصر الاستراتيجية في مواجهة التحديات المائية.

دكتور وفيق، من أكتر من 12 عام، كنت ضيف على القناة الأولى المصرية وحذّرت مبكراً من أزمة سد النهضة.. ماهي أهم النقاط التي ذكرتها في ذلك الوقت؟


في هذا اللقاء (رابط الحديث التلفزيوني) وضحت أن سد النهضة مهما كان ضخم، لا يستطيع تخزين الكميات التي تصورها إثيوبيا، فالسعة التخزينية الفعلية محدودة، وبعد ما يتم ملء السد بالمياه لم يكن لديهم مجال لحجز الزيادات، والنتيجة الطبيعية إن المياه ستندفع على السودان، والتي بسبب طبيعة أرضه المنخفضة ممكن يتعرض لموجات غرق وفيضانات، أما مصر فالوضع مختلف تماماً، لأن لدينا سد عالي يستطيع أن يستوعب كل هذه الكميات الضخمة.

وهذا ما حدث بالفعل؟

بالضبط.. الواقع اليوم بيأكد ما تحدثت عنه منذ 12 عام، ومصر استقبلت نحو 750 مليار متر مكعب من المياه، خزنت في بحيرة السد العالي، والباقي اتوظّف في مشروعات تنموية، هذا غير إن الفائض الذي يمكن أن يتجاوز الطاقة التخزينية يتحول عبر مفيض توشكى ليُستغل في مشروع ضخم للتنمية الزراعية في جنوب الصحراء الغربية.

"نرجع لمشروع توشكى، ناس كتير شايفاه رمز لمستقبل الأمن الغذائي".. ممكن تشرح لنا دوره؟

مشروع توشكى كان من البداية رؤية استراتيجية للاستفادة من أي فائض مائي، المفيض صمم لكي يمنع أي تهديد من زيادة منسوب بحيرة السد العالي، وفي نفس الوقت يكون وسيلة لتغذية الأراضي الجديدة بالمياه، ومع الوقت حدثت توسعات كبيرة في مجرى المياه، بحيث يبقى قادر يستوعب أي فيضانات مفاجئة.

اليوم الأراضي في توشكى بتتزرع بمساحات واسعة من القمح والذرة والنخيل، والمشروع بقى واحد من أعمدة خطة مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فاتورة الاستيراد.

"بمعني هل ترى بخبرتكم أن وجود السد العالي ومشروع توشكى مع بعض خط دفاع استراتيجي"؟

بالطبع نتم، السد العالي هو خزّان مصر الأكبر، الذي يوازن بين سنوات الفيضان والجدب، ولو حدث فيضان ضخم زيادة عن سعته، يأتي دور مفيض توشكى كمتنفس طبيعي، ليس فقط للتصريف لكن كفرصة للاستثمار في الزراعة، هنا الذكاء المصري تحويل التحدي لفرصة، ونحن اليوم نرى بالفعل الأراضي الصحراوية تحولت لمزارع خضراء بتدعم الاقتصاد الوطني.

بعد مرور أكثر من عقد على تصريحاتك القديمة، ماهي الرسالة الأهم التي توجهها للمواطنين الآن؟

الرسالة إن العلم يسبق السياسة، لو الدول تعاملت بعلم، بالأرقام وبالحقائق الهيدرولوجية، ما كانش هيبقى في تضليل أو مبالغة، أنا من 12 عاماً صرحت بأن السودان ممكن يتأذى بالغرق، وإثيوبيا لم تستطيع أن تخزن، لكن مصر محمية بالبنية المائية التي بنيت من منتصف القرن الماضي والتي زادت وتطورت في عهد القيادة السياسية الحالية والتي نراها اليوم أكبر دليل على أن التخطيط طويل المدى هو الذي يحمي الأوطان.