انطلاق فعاليات المؤتمر الدولى للمحاسبين العرب نحو مهنة أكثر شفافية واستدامة


شهدت القاهرة صباح الأحد انطلاق فعاليات المؤتمر المهني الدولي لاتحاد المحاسبين والمراجعين العرب، تحت شعار “الاستدامة والشفافية المالية والتحول الرقمي والتنمية الاقتصادية”، وذلك برعاية كريمة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة أكثر من 300 شخصية من قادة المال والأعمال والخبراء والمتخصصين من مختلف الدول العربية والأجنبية.
منصة حوار دولية حول مستقبل المهنة
ويُعد المؤتمر أحد أكبر التجمعات المهنية المتخصصة في المنطقة العربية، حيث يجمع تحت سقف واحد صناع السياسات الاقتصادية، ورؤساء الهيئات الرقابية، وممثلي المؤسسات المالية الدولية، وأبرز المنظمات المهنية العالمية، بهدف مناقشة خارطة الطريق المستقبلية لمهنة المحاسبة والمراجعة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
أجندة شاملة للمعايير الحديثة والحوكمة الرقمية
وتتناول جلسات المؤتمر أحدث الممارسات والتشريعات الدولية في مجالات المحاسبة والمراجعة والاستدامة، بالإضافة إلى آليات دمج التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في الأداء المالي والرقابي، بما يضمن تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد ودعم اتخاذ القرار الاقتصادي الرشيد.
وفي كلمته الافتتاحية، قال أحد المتحدثين الرئيسيين:
"لن يكون المحاسب في المرحلة المقبلة مجرد مُسجّل للأرقام، بل شريكًا في صياغة السياسات وبناء الثقة بين الحكومات والمستثمرين والمجتمع. الشفافية لم تعد ترفًا، بل أساسًا للبقاء والاستقرار الاقتصادي."
مشاركة مصرية واسعة ودعم رسمي قوي
وتشهد فعاليات المؤتمر حضورًا مصريًا رفيع المستوى، حيث يشارك وزير المالية أحمد كجوك، ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وممثلون عن هيئة الرقابة المالية، والاتحاد المصري للبنوك، والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، إضافة إلى قيادات البورصة المصرية. ويعكس هذا الحضور التزام الدولة بتعزيز الدور المهني للمحاسبين وربطهم بمنظومة الإصلاح الاقتصادي الشامل.
حضور عالمي يعزز مكانة القاهرة كمركز قيادي
كما يشارك في الحدث عدد من أبرز الشخصيات الدولية المؤثرة في صناعة القرار المهني، من بينهم الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للمحاسبين، ورئيسة لجنة المراجعين عبر الحدود، ورئيس الاتحاد الإفريقي للمحاسبين، ورئيس الهيئة الأوروبية للمحاسبة، فضلًا عن حضور ممثلين عن البنك الدولي، ومعهد المدققين الداخليين في الولايات المتحدة، ومؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS).
خاتمة تحليلية: من مهنة تقليدية إلى شريك استراتيجي في التنمية
يؤكد هذا المؤتمر أن العالم مقبل على عصر جديد للمحاسبة، حيث لم يعد دور المحاسب يقتصر على تسجيل الأرقام وتحليل البيانات، بل أصبح شريكًا في صياغة السياسات الاقتصادية، وضمان نزاهة الأسواق، وتحقيق الاستدامة المالية والبيئية.
إن الجمع بين الرقمنة والشفافية والحوكمة لم يعد خيارًا، بل أصبح شرطًا أساسيًا لبقاء المؤسسات واستمرار الثقة بين الدولة والمستثمر والمجتمع. ومن هنا، فإن المؤتمر يمثل دعوة إلى إعادة تعريف دور المحاسب في ضوء التحول العالمي نحو الاقتصاد الذكي والمسؤول.
وفي ظل هذا الحراك المهني الإقليمي والدولي، تبدو القاهرة في موقع يؤهلها لأن تكون العاصمة العربية الأولى لقيادة نهضة مهنة المحاسبة والمراجعة في العصر الرقمي.