الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 08:27 مـ 30 ربيع أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

هل تنجح فرنسا فى حماية صورة مصر

في خضم الأزمة الراهنة في غزة وما يرافقها من ضغوط إسرائيلية متزايدة على القاهرة، يبرز سؤال جوهري: هل تستطيع فرنسا أن تلعب دور الوسيط النزيه الذي يحمي صورة مصر ويضع حدًّا لمحاولات فرض التهجير كأمر واقع؟

الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، تفتح الباب أمام قراءة مهمة حين تؤكد أن باريس مؤهلة تاريخيًا للوساطة في الشرق الأوسط، باعتبارها قوة دبلوماسية تسعى دومًا إلى التوازن. لكن هل تكفي هذه المؤهلات وحدها أمام تعقيدات المشهد وضغوط المصالح؟

حماية صورة مصر من الاتهامات

أحد أخطر ما أشارت إليه دبيشي هو ضرورة حماية صورة مصر من الاتهامات الإسرائيلية التي تحاول تحميلها مسؤولية الأزمة الإنسانية في غزة. فالقاهرة، كما يعرف الجميع، لم تصنع هذه الأزمة، بل تحملت عبء الدفاع عن الفلسطينيين في أصعب الظروف. إن محاولة تزييف الواقع وقلب الحقائق تستوجب دعمًا دوليًا واضحًا، وهنا يأتي الدور الفرنسي.

اصطفاف أوروبي بقيادة باريس

لكن المعضلة الكبرى تكمن في أن فرنسا، رغم مؤهلاتها، لا تزال أحيانًا رهينة علاقاتها ومصالحها مع إسرائيل. المطلوب اليوم أن تقود باريس اصطفافًا أوروبيًا حقيقيًا يعيد الاعتبار للقيم قبل الحسابات التجارية والسياسية. فالتوازن بين القيم والمصالح هو المحك الذي سيحدد صدقية المواقف الأوروبية، وفرنسا في المقدمة.

شراكة مصرية–فرنسية أوسع من السلاح

على صعيد آخر، العلاقات المصرية–الفرنسية لم تعد تقتصر على الملف العسكري، رغم أهميته الاستراتيجية. الملفات الاقتصادية باتت تتقدم الصفوف: الطاقة، النقل، البنية التحتية… كلها مجالات تؤكد أن الشراكة أصبحت أكثر شمولًا ونضجًا. وهذا التطور يمنح القاهرة وباريس مساحة أوسع لبناء تحالف متوازن قادر على مواجهة التحديات الإقليمية.

كلمة أخيرة

فرنسا أمام اختبار صعب: إما أن تثبت أنها ما زالت قوة دبلوماسية قادرة على صناعة التوازن، أو أن تظل أسيرة مصالحها الضيقة مع إسرائيل. أما مصر، فمكانتها كجدار عربي أمام التهجير تبقى راسخة، وتزداد قوة كلما وجدت دعمًا دوليًا يرفض تزييف الحقائق ويحمي استقرار المنطقة.