الإثنين 27 أكتوبر 2025 08:48 مـ 5 جمادى أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

الرياض في طريقها لتكون عاصمة الابتكار المالي في الشرق الأوسط – رؤية سامر شقير

سامر شقير
سامر شقير

التحول من "الاستقبال" إلى "القيادة"

قال الخبير الاستثماري سامر شقير إن تصريحات وزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل خلال القمة العالمية للبروبتك تكشف عن تحول جوهري في دور المملكة الاقتصادي، من كونها وجهة لجذب الاستثمار إلى أن تصبح قوة مؤثرة في صياغة المشهد المالي العالمي.

وأوضح شقير أن رؤية السعودية 2030 لم تعد مجرد خطة تنموية، بل تحولت إلى إطار عملي للتنفيذ والتغيير، مشيرًا إلى أن الأرقام التي تعلنها الحكومة تعكس نتائج حقيقية لاقتصاد ناضج ومتسارع النمو.

استثمارات 100 مليار دولار سنويًا: دلالة على النضج الاقتصادي

أكد شقير أن المستهدف المعلن لرفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030 هو نتيجة طبيعية لتحول اقتصادي شامل.
وقال إن هذا الرقم لا يُقاس فقط بالقيمة، بل يعكس ثقة عالمية في البيئة الاستثمارية السعودية التي أصبحت أكثر استقرارًا وجاذبية.

وأشار إلى أن هذا التحول يعتمد على ثلاثة مرتكزات رئيسية:

وأضاف أن برنامج المقرات الإقليمية يجسد هذا النهج الجديد، إذ يسعى لجعل المملكة مركزًا إقليميًا لصنع القرار والنمو للشركات العالمية.

البروبتك: التقنية تقود مستقبل القطاع العقاري

وأوضح شقير أن استضافة الرياض للقمة العالمية للبروبتك تؤكد أن المملكة تتحول من مشاريع بناء تقليدية إلى منظومة اقتصادية قائمة على المعرفة.
وقال إن المشاريع العملاقة مثل نيوم والقدية وروشن والدرعية تمثل مختبرات مفتوحة لتجربة تقنيات المستقبل في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة.

وأضاف أن ما يُعرف بـ PropTech أصبح القلب النابض للمدن الذكية السعودية، حيث تُستخدم التقنيات الحديثة في إدارة الموارد، وتحسين جودة الحياة، وتطوير البنية التحتية الذكية.
وأشار إلى أن هذا التحول ينقل القطاع العقاري من الاعتماد على رأس المال إلى الاعتماد على المعرفة والابتكار، مما يعزز اقتصاد ما بعد النفط.

الابتكار المالي: السعودية تدخل الاقتصاد الرقمي بثقة

أشار شقير إلى أن حديث الوزير الحقيل عن سوق العملات الرقمية الذي يبلغ 9 تريليونات دولار عالميًا يعكس رؤية واعية لفرص الاقتصاد المالي الجديد.
وقال إن السعودية تتحرك بذكاء واحترافية في هذا المجال من خلال الابتكار المالي المنضبط الذي يوازن بين التجربة والتنظيم.

وأوضح أن مبادرة البيئة التجريبية التشريعية (Sandbox) التي يقودها البنك المركزي وهيئة السوق المالية، فتحت الباب أمام شركات التقنية المالية لتطوير حلول جديدة في مجالات البلوكشين، والمدفوعات الذكية، وترميز الأصول ضمن بيئة آمنة ومنظمة.

وأضاف أن هذا النهج يجعل من الرياض مرشحة بقوة لتكون المركز الإقليمي الأهم في مجال التمويل الرقمي والتقنيات المالية (FinTech) في الشرق الأوسط.

ختام: رؤية متكاملة لبناء اقتصاد المستقبل

اختتم سامر شقير تحليله بالتأكيد على أن رؤية 2030 ليست مجموعة مبادرات متفرقة، بل منظومة مترابطة تعمل بانسجام بين التشريعات، والاستثمارات، والمشروعات الكبرى، والتقنيات الحديثة.

وقال:

"المملكة اليوم لا تكتفي بجذب الاستثمارات، بل أصبحت تشارك بفاعلية في وضع قواعد اللعبة الاقتصادية العالمية الجديدة."

وأضاف أن الرياض تمضي بخطى واثقة نحو أن تكون عاصمة الابتكار المالي والتقني في الشرق الأوسط، بفضل وضوح الرؤية، وسرعة التنفيذ، وثقة المستثمرين العالميين في مستقبل الاقتصاد السعودي.

رؤية السعودية 2030 سامر شقير الاقتصاد السعودي الاستثمار الأجنبي الابتكار المالي البروبتك