علاء ثابت مسلم يكتب: السيسي وصوت العروبة في لحظة الحقيقة
علاءثابت
في زمنٍ تتشابك فيه الأزمات، وتتصاعد فيه التحديات التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، جاء صوت الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، ليؤكد أن مصر لا تزال الرقم الصعب والركيزة الأساسية في حماية المصالح العربية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب.
ما لفت انتباهي في كلمة الرئيس، أنها لم تكن مجرد خطاب بروتوكولي عابر، بل حملت مواقف واضحة وحاسمة: رفض مطلق للعدوان الإسرائيلي، إدانة قوية لأي انتهاك يمس سيادة الدول، وتأكيد على أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار. هنا، بدا السيسي كزعيمٍ يدرك حجم المخاطر التي تواجه الأمة، ويصر على أن تكون مصر دائمًا في طليعة المدافعين عن القضايا المصيرية.
لقد أعاد الرئيس التذكير بأن الأمن لا يتحقق بالقوة الغاشمة، وإنما بالعدل واحترام القانون الدولي. وهذه رسالة في غاية الأهمية، ليس فقط لإسرائيل، بل للعالم بأسره. فهو يضع النقاط على الحروف: السلام لا يمكن أن يكون نتيجة فرض الأمر الواقع، وإنما ثمرة إرادة سياسية صادقة، تعترف بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأنا كمواطن عربي ومصري، أرى أن كلمة الرئيس حملت أيضًا بعدًا نفسيًا ومعنويًا؛ فهي تبعث برسالة طمأنينة للشعوب التي تتطلع إلى موقف عربي موحّد، وفي الوقت ذاته توصل رسالة حزم وصرامة إلى كل من يحاول العبث بأمن منطقتنا.
لقد تعوّدنا أن تكون مصر صوت العقل والحكمة، لكننا في الدوحة شهدنا ما هو أبعد من ذلك: موقف قائد يعرف متى يستخدم لغة الدبلوماسية، ومتى يرفع صوته مدافعًا عن الكرامة والسيادة. ولهذا فإن كلمة الرئيس لم تكن مجرد موقف مصري، بل كانت بمثابة إعلان عربي إسلامي موحّد، بأن زمن الصمت قد ولّى، وأن وحدة الصف هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
إن ما قاله الرئيس السيسي في القمة ليس مجرد حديث سياسي، بل هو دعوة للعمل، للتكاتف، ولتأسيس رؤية عربية إسلامية مشتركة تضع حدًا للفوضى وتفتح بابًا للسلام العادل. وفي تقديري، فإن هذه اللحظة ستكون علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك.