الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 12:00 صـ 22 ربيع أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

خالد مصطفى يكتب: الطيران الحربى أوصل الرسالة إذا حضرت مصر انتهى الخوف

حينما دفعت مصر بطائراتها الحربية لتأمين قمة الدوحة لم تكن تحمى مجرد اجتماع سياسى بل كانت ترسم بخطوط عريضة خريطة جديدة لمعنى القوة العربية فالطائرات المصرية التى سيطرت على سماء الدوحة لم تكن مجرد حماية لقمة استثنائية بل كانت بيان قوة ورسالة سيادة تقول مصر موجودة وقادرة ولن تسمح بفراغ أمنى يهدد العرب لأن الرسالة التى بعثتها مصر بعد تأمينها لقمة الدوحة بالطيران الحربى لم تكن مجرد طمأنة عابرة بل كانت بمثابة إعلان سياسى عسكرى يحمل أبعاداً استراتيجية عميقة أهمها بأن سماء العرب ليست مباحة وأن القاهرة قادرة على فرض سيطرتها الجوية فى أى مكان تراه ضرورة لحماية الأمن القومى العربى وان مصر قادرة على أن تكون الدرع الواقى لكل لقاء عربى وأن سماء القمة محمية بعين لا تنام وسلاح لا يتراجع ورسالة طمأنة لقادة الدول المشاركة خاصة القيادة القطرية لتتأكد بأن مصر هى الضامن الأول لاستقرار الأجواء وحماية القمة من أى تهديد محتمل ولكل من يفكر فى العبث أو التشويش بأن مصر قادرة على التحرك الفورى خارج حدودها وأن ذراعها الجوية تصل إلى حيث يجب أن تصل دون إذن من أحد أو خوف من أحد وأن القاهرة رغم خلافاتها السياسية السابقة مع بعض الأطراف تضع مصلحة الأمة فوق أى اعتبارات وتثبت أن أمن القادة العرب خط أحمر وان القاهرة ليست مجرد ضيف على الساحة العربية بل هى العمود الفقرى الذى لا يقوم البيت بدونه والرقم الذى لا يمكن تجاوزه فى أى معادلة إقليمية وأن القاهرة أرادت أن تقول إن حضورها العسكرى لا يستدعى طلب الإذن من أحد وأن أمن الأمة العربية
لا يُترك رهينة لمغامرات إقليمية أو اى ضغوط دولية بل يُصان بقرار مصرى حاسم كما تضمنت الرسالة المصرية رد غير مباشر لإسرائيل والولايات المتحدة بأن مصر قادرة على التحرك السريع خارج حدودها وبإمكانها حماية العمق العربى متى استدعى الأمر
وأن أى محاولة للتهديد أو التشويش لن يُسمح بها وأن مصر لا تدخل لعبة التحالفات الضيقة لكنها تتحرك حيث يكون أمن الأمة مهدداً لتؤكد أن القضايا الكبرى لا تُدار بالصراعات الصغيرة وإنما بقرار تاريخى يفرض هيبة الدولة المصرية على الجميع وبذلك طمأنت القاهرة القادة العرب وقالت لهم اطمئنوا أن القمة بأيدى آمنة ولأعداء الأمة أى عبث سيواجه بقوة لا تعرف التردد كما وجهت القيادة المصرية رسالة داخلية للشعب المصرى وللمنطقة بأكملها بأن مصر ليست منزوعة التأثير بل مازالت الرقم الأصعب الذى لا يمكن تجاوز دوره
أو تجاهله وبهذا التحرك استعادت القاهرة صورة الدولة المركزية التى تمسك بمفاتيح الأمن العربى لتؤكد أن زمن التراجع انتهى وأن مصر لا تدافع عن نفسها فقط بل عن عمقها العربى بأسره فالطائرات المصرية التى سيطرت على سماء الدوحة لم تكن مجرد حماية لقمة استثنائية بل كانت بيان قوة ورسالة سيادة أكدت بأن مصر هنا مصر قادرة ومصر لن تسمح بفراغ أمنى يهدد أمن العرب والتحليق المفاجئ للطائرات المصرية فوق الدوحة لم يكن مجرد سرب لأجنحة من نار بل كان رسالة سيادة وراية حماية وعنوان لهيبة مصر فإذا حضرت مصر انتهى الخوف وإذا تحركت انكسر التهديد وإذا تكلمت صمت الجميع