السبت 13 سبتمبر 2025 06:52 مـ 20 ربيع أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

”معبد كلابشة” جوهرة النوبة التي نجت من الغرق

معبد كلابشة
معبد كلابشة
إيهاب حبلص
معبد كلابشة ليس مجرد بناء أثري قديم، بل هو قصة صمود رائعة تُجسّد إحدى أهم عمليات الإنقاذ الأثري في التاريخ. يُعد هذا المعبد، الذي يقع على الضفة الغربية للنيل جنوب السد العالي، ثاني أكبر معبد نوبي بعد معبد أبو سمبل، ويتميز بجمال فريد وقيمة تاريخية عظيمة.
تاريخ المعبد وتصميمه
يعود تاريخ بناء معبد كلابشة إلى العصر الروماني، وقد شُيّد في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس، على أنقاض معبد قديم يعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة. كان المعبد مخصصًا لعبادة الإله "مندوليس"، وهو إله نوبي للشمس والخصوبة، إضافة إلى الإلهة إيزيس وأوزوريس.
يتميز تصميم المعبد بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الفن المصري القديم والتأثيرات الرومانية، ويتكون من صرح (بوابة ضخمة)، وفناء مفتوح، وقاعة أعمدة، ومقصورة قدس الأقداس. النقوش والزخارف الموجودة على جدرانه تُصوّر الإمبراطور أغسطس وهو يقدم القرابين للآلهة المصرية، مما يعكس الاحترام الذي أبداه الرومان للديانة المصرية القديمة.
عملية الإنقاذ المذهلة
كان مصير معبد كلابشة مهددًا بالغرق تحت مياه بحيرة ناصر بعد بناء السد العالي في الستينيات. ولكن بفضل الجهود الدولية الكبيرة التي قادتها اليونسكو، تم تفكيك المعبد بالكامل في عام 1961 ونقله إلى موقعه الحالي بالقرب من السد. استغرقت عملية النقل والتجميع حوالي عامين، حيث تم تقطيع المعبد إلى 13 ألف قطعة، ثم أعيد تجميعها بدقة فائقة.
معبد بيت الوالي الصغير
لا يقتصر الموقع على معبد كلابشة فقط، بل يجاوره معبد صغير آخر هو "بيت الوالي". هذا المعبد يعود تاريخه إلى عهد الملك رمسيس الثاني، وقد تم نقله أيضًا من موقعه الأصلي. يشتهر المعبد بنقوشه التي تُظهر رمسيس الثاني في معاركه ضد أعداء مصر، مما يجعله إضافة مهمة لمجموعة المعابد المنقذة.
زيارة معبد كلابشة اليوم تُقدّم تجربة فريدة، حيث يمكن للزائر أن يتأمل عظمة العمارة المصرية القديمة، وفي الوقت نفسه يُقدّر الجهود الجبارة التي بُذلت للحفاظ على هذا التراث الإنساني من الضياع.
”معبد كلابشة” جوهرة النوبة التي نجت من الغرق