السبت 13 سبتمبر 2025 05:10 مـ 20 ربيع أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

خالد مصطفى يكتب: تأخر التقديم لانتخابات النواب يؤكد أن هناك حسابات لم تحسم بعد

التأخير في فتح باب الترشح لانتخابات النواب ليس تفصيلة إجرائية عابرة بل مؤشر يحمل في طياته رسائل سياسية عميقة فالمشهد يوحي بأن هناك حسابات لم تُحسم بعد سواء داخل الغرف المغلقة لصناع القرار
أو في أروقة القوى الحزبية التي ما زالت تبحث عن توازناتها وتحالفاتها إذاً عملية التأجيل ليست مجرد إجراء إداري يمكن تجاوزه بسهولة بل هو حدث سياسي بامتياز يعكس أن هناك أموراً في الكواليس لم تستقر بعد فالانتخابات في مصر لم تعد مجرد منافسة على مقاعد برلمانية بل أصبحت مرآة لميزان القوى بين الدولة والأحزاب والشارع وحتى رأس المال السياسي فمن يراقب الموقف يدرك أن هذا التأخير يوحي بأحد احتمالين الأول :
ان الأسماء المطروحة لم تنجح في إقناع الشارع
فبعض المرشحين وجوه مستهلكة لم تقدم جديداً وبعضهم يعتمد فقط على النفوذ المالي بلا رصيد شعبي حقيقي والثانى :
الخريطة السياسية لم تكتمل بعد فهناك مشاورات وتحالفات تعاد صياغتها من جديد وربما انتظار لظهور مرشحين أقوى يضمنون للبرلمان القادم قدراً من القبول الشعبي يمنحه الشرعية والثقل وقد يكون السبب تنظيمياً أو لوجستياً كما هو معلن لكن المتابع بدقة يدرك أن تأجيل اللحظة الأولى من العملية الانتخابية يعني أن الدولة ما زالت تعيد رسم الخريطة، وأن الأسماء المطروحة حتى الآن لم تحقق المعادلة المطلوبة بين قبول الشارع و ضمان الاستقرار السياسي علماً ان الجماهير في الدوائر المختلفة تنظر حولها بترقب هناك من يرى أن بعض المرشحين مجرد وجوه مكررة لا تضيف جديداً وهناك من ينتظر ظهور أسماء قادرة على كسر الروتين السياسي وفتح المجال لأصوات أقرب إلى نبض الناس فعملية التأجيل من زاوية أعمق قد تكون نافذة لظهور مفاجآت سواء بترشيح وجوه ذات ثقل اجتماعي وشعبي أو بإعادة ترتيب التحالفات بحيث لا تترك الساحة رهينة للمال السياسي أو الحسابات الضيقة صحيح أن بعض الأسماء المطروحة قد لا تكون مقبولة جماهيرياً
أو لا تحظى بالإجماع لكن غالباً ما يُترك الحكم النهائي لصناديق الانتخابات والتأجيل قد يعطي فرصة لظهور مرشحين جدد أكثر قدرة على المنافسة أو أكثر توافقاً مع رغبة الشارع لأن الجماهير من جانبها بدأت تتململ فهي لا تريد برلماناً يعيد تدوير نفس الوجوه التي أثقلت كاهلها بالشعارات الفارغة بل تبحث عن رموز تحمل همومها بصدق وعن نواب يخرجون من بين الناس لا من بين صفقات الغرف المغلقة ومن الممكن أن يُنظر لعملية التأجيل إنها ليست ضعفاً في التنظيم بل هى فرصة لإعادة ضبط المشهد فإذا أحسن صناع القرار استغلاله قد نشهد برلماناً أكثر تماسكاً أما إذا تُرك الأمر للأسماء المكررة والمال السياسى فإن التأجيل سيكون مجرد وقت ضائع لتكرار نفس المأساة التأخير يحمل رسالة هامة بأن الملعب لم يُغلق بعد وأن باب المفاجآت ما زال مفتوحاً على مصراعيه والمرحلة القادمة قد تكشف أن من يظن نفسه الأقوى اليوم قد يجد نفسه خارج المعادلة غداً فالملعب ما زال مفتوحاً واللحظة لم تحسم لكن المؤكد أن الشارع أصبح أكثر وعياً ولن يمنح ثقته بسهولة والانتخابات القادمة قد تكون اختباراً حقيقياً إما أن تأتي بوجوه تعبر عن الناس بحق أو تثبت أن اللعبة لا تزال تدور خارج إرادة الجماهير