الخميس 28 أغسطس 2025 11:24 مـ 4 ربيع أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

خالد مصطفى يكتب: شهادة وفاة لديمقراطية أوروبا المزيفة

القبض على الشباب المصري في بريطانيا وهولندا كشف الوجه الحقيقي للديمقراطية الأوروبية المزعومة تلك الديمقراطية التي يتغنون بها ليل نهار لم تصمد أمام مجرد أصوات شبابية ترفع علم بلدها وتعبر عن رأيها حيث سقط القناع وسقطت معه شعارات الحرية وحقوق الإنسان التي طالما استخدموها سلاحاً ضد الآخرين فهدأ التصرف الأحمق لم يكن مجرد إجراء بوليسي عابر بل كان زلزالاً سياسياً هز صورة أوروبا التي طالما تغنت بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لقد سقط القناع وظهر الوجه الحقيقي لديمقراطية الغرب المزيفة ديمقراطية انتقائية تُمارس على المقاس وتُطبق وفق الهوى والمصلحة فإذا كان الصوت مصرياً أو عربياً حراً سرعان ما يتحول الحق إلى جريمة والاعتراض إلى تهمة والتظاهر السلمي إلى اعتقال فالقبض على الشباب المصري كان بمثابة الضربة القاضية التي أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن ديمقراطية أوروبا المزعومة لقد انكشف المستور وإنه ت صورة الغرب الذي طالما باع للعالم شعارات الحرية وحقوق الإنسان حيث ظهر على حقيقته ديمقراطية زائفة مزدوجة المعايير
لا تصمد أمام صوت مصري حر يرفع كرامته فوق كل شيء إن ما جرى ليس مجرد واقعة عابرة بل هو دليل دامغ على أن ديمقراطية أوروبا ليست سوى ستار هش تمارس داخله ازدواجية المعايير حرية التعبير مكفولة لهم فقط أما إذا تعلق الأمر بشباب عربي أو مصري يرفع صوته فالنتيجة هي القمع والاعتقال لقد فضحت هذه الأحداث زيف ما يروجونه وأكدت أن من يبيعون الكلام عن الحقوق والحريات هم أول من ينقضونها عند أول اختبار حقيقي ديمقراطية أوروبا المزيفة انهارت أمام وعي شباب مصري لم يرفع سوى صوته وكرامته إن ما حدث يفضح ازدواجية المعايير الأوروبية فهم يفتحون شاشاتهم للحديث عن حرية التعبير في بلادنا لكنهم
لا يحتملون شباباً مصرياً رفع صوته دفاعاً عن وطنه يبيعون للعالم شعارات ملوثة بينما يسقطون في أول اختبار عملي أمام شباب أعزل لا يملك سوى كرامته إن اعتقال هؤلاء الشباب كشف أن الديمقراطية الأوروبية ليست سوى ديكور سياسي هش وأن الغرب الذي يدّعي حماية الحقوق هو أول من يدهسها عندما تمس مصالحه أو تهز عرشه الإعلامي الحقيقة المؤلمة أن أوروبا اليوم لم تعد هي النموذج بل تحولت إلى مرآة مكسورة تعكس قبح التناقض بين ما تقول وبين ما تفعل لقد أسقط الشباب المصري في لحظة واحدة أوهام الديمقراطية الأوروبية التي كانت تتباهى بأنها مهد الحريات أثبتت أنها لا تحتمل مجرد مجموعة من شباب مصري وطني يعبّر عن رأيه فاعتقالهم لم يكن سوى إعلان رسمي بانهيار النموذج الأوروبي وسقوط الادعاءات التي خدعوا بها الشعوب لعقود طويلة أي ديمقراطية هذه التي تكمم الأفواه وتجرم الرأي وتتعامل مع حرية التعبير كجريمة إذا جاءت من الشرق بالفعل لقد تحطمت الأسطورة الوهمية فى هاتين الدولتين ولم تعد أوروبا بعد الآن قلعة الديمقراطية كما يظن البعض بل سجن كبير مزين بلافتات الحرية
ما حدث هو لحظة فضح كبرى الديمقراطيات المزيفة شباب مصري أعزل كشف بصدقه وزهوه بوطنه زيف حضارة كاملة وأسقط بأصواته ما لم تسقطه مئات الكتب والخطب إنها الحقيقة التي لم يعد ممكناً إخفاؤها ديمقراطية أوروبا ماتت على أيديهم وكتبوا لها شهادة الوفاة لأن الشباب المصري قد أسقط في لحظة واحدة أوهام الديمقراطية الأوروبية وأثبتوا أن الحرية الحقيقية
لا تُمنح من الغرب بل تنتزع بالإرادة والوعي والكرامة