الجمعة 22 أغسطس 2025 03:14 صـ 27 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

مبادرة السيسي لتطوير الإعلام.. نموذج ملهم يفتح آفاقًا للشباب

بقلم

نزار الخالد - اعلامى يمني

حين أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرته لتطوير الإعلام المصري، توقفت طويلًا عند جوهر هذه الخطوة. لم أقرأها كمجرد توجيهات رسمية لتحديث مؤسسات صحفية أو إعادة هيكلة إدارية، بل رأيتها رؤية استراتيجية شاملة تعيد الاعتبار لدور الإعلام في حياة الشعوب، وتضع الصحافة الوطنية على طريق يليق بتاريخها وريادتها.

لقد لامستني هذه المبادرة لأنها تمس صميم ما نحتاجه اليوم: إعلام حر ومسؤول، يوازن بين حرية التعبير وبين الالتزام بالمهنية والموضوعية، ويجعل من الكلمة أداة للتنوير لا وسيلة للتهييج. في عالم يزدحم بالمعلومات المضللة والضجيج الرقمي، نحن أحوج ما نكون إلى بيئة إعلامية تضمن تداول المعلومات بشفافية، وتحترم الرأي والرأي الآخر.

ما يلفت النظر هنا أن الرئيس السيسي لم يتعامل مع الإعلام كملف ثانوي، بل وضعه في قلب مشروع الدولة للتنمية. لأن التنمية لا تتحقق فقط عبر البنية التحتية والاقتصاد، بل أيضًا عبر بناء الوعي. والإعلام، إذا أُحسن توجيهه، يصبح شريكًا رئيسيًا في صياغة وعي المجتمع وتعزيز الانتماء وترسيخ قيم الحوار.

لكن ما يجعل هذه المبادرة أكثر أهمية – من وجهة نظري – هو بعدها الإقليمي والدولي. فالتجربة المصرية يمكن أن تلهم دولًا في أفريقيا وآسيا تواجه تحديات مشابهة: ضعف مؤسساتها الإعلامية، ضغوط الرقمنة، الحاجة إلى تحديث التشريعات والكوادر. إن مصر تقول اليوم للعالم: نعم، يمكن للإعلام أن يكون قوة بنّاءة لا عائقًا، شرط أن يتوافر له الدعم والرؤية.

لقد خبرت العمل الإعلامي في قارتين تعجان بالتنوع والاختلاف، وأستطيع القول بثقة إن ما طرحه الرئيس السيسي يمثل نموذجًا قابلًا للتطبيق خارج مصر. إنه مشروع يفتح آفاقًا جديدة أمام إعلام قادر على أداء رسالته التنويرية، ويقوي جسور التواصل بين الشعوب، ويجعل من الصحافة قوة للسلام والتنمية والاستقرار.

إنني أرى في هذه المبادرة علامة مضيئة في زمن يزداد فيه غموض المشهد الإعلامي عالميًا. وإذا ما تم البناء عليها بجدية، فإنها لن تُسجّل فقط في تاريخ الإعلام المصري، بل في ذاكرة الإعلام الإقليمي كأحد أهم التحولات التي أعادت الاعتبار لرسالة الكلمة ودورها الحضاري.