”مائة عام من حكايات المشايخ والسميعة”... كتاب جديد يوثِّق نوادر عباقرة دولة التلاوة المصرية

يصدر قريبًا كتاب بعنوان: "مائة عام من حكايات المشايخ والسميعة"، لـ "محمد عاشور" الباحث بدار الإفتاء المصرية، ويهدف الكتاب إلى استعراض تاريخ التلاوة في مصر على مدار قرن من الزمان، مُسلِّطًا الضوء على أبرز الشيوخ الذين صنعوا هذه الحقبة، وموثِّقًا لحكاياتهم وطرائفهم التي تركت أثرًا في المجتمع المصري وغيره.

ويتناول الكتاب من خلال فصوله عددًا من المحاور التي تغطي جوانب مختلفة من الموضوع، أبرزها: نشأة وتطور "دولة التلاوة المصرية" وأسباب تفردها وتميزها، ولمحة عن أبرز المحطات التاريخية والشخصيات المؤثرة في مسيرة التلاوة المصرية، وتأثير الكتاتيب والمعلمين الأوائل في حياتهم، ومسرد للمصطلحات المتعلقة بعالم التلاوة والمقامات الموسيقية المستخدمة في التلاوة.

كما يستعرض الكتاب دور الإذاعة المصرية في نشر التلاوات وترسيخ مكانة القراء، وتأثير البيئتين الاجتماعية والدينية في تكوين شخصية القارئ وأدائه، وكذلك تأثير التلاوة المصرية على العالم الإسلامي، ودور السميعة في تسجيل التلاوات ونشرها في العصور التي سبقت وسائل الإعلام والعصر الرقمي، وسرد لنماذج مشهورة من هؤلاء السميعة.. وغيرها.

وبالإضافة لما سبق، يغوص الكتابُ في قرنٍ من الحكايات، حيث تختلط الحكمة بالفكاهة، والورع بالدهشة، والعلم بالبساطة الشعبية، ويطوف عبر أزمنةٍ تغيرت فيها أحوال الناس، لكن بقي فيها للمشايخ والسميعة مكانٌ خاص في وجدان الأمة، ولا تقتصر هذه الحكايات على سرد تاريخي، بل تمزج بين الرواية الشفوية والوقائع الموثقة، لترسم ملامح الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية التي أثّرت في سلوك الناس، وطُرُق تلقيهم للعلم، وسُبل استماعهم للقرآن والذكر والمديح.

ويتزامن ذلك مع استمرار فعاليات مسابقة دولة التلاوة، والتي تُنظم بالتعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي لا تزال جارية حتى الآن بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، لاختيار أفضل الأصوات في تلاوة كتاب الله عزَّ وجل.