الثلاثاء 19 أغسطس 2025 02:53 مـ 24 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

الحروب الهجينة جديد التقرير الاستراتيجي الآسيوي

التقرير الاستراتيجي الآسيوي
التقرير الاستراتيجي الآسيوي

صدر هذا الأسبوع التقرير الاستراتيجي الاسيوي الذي أعده و أشرف عليه المفكر الدكتور فتحي العفيفي الأستاذ بمعهد الدراسات الآسيوية جامعة الزقازيق متناولا الحروب الهجينة اللامتماثلة.

لقد صدرت هذه النسخة من التقرير الإستراتيجي الآسيوي في ظروف إستثنائية بالغة التعقيد، والدقة، مع منتصف شهر أغسطس ٢٠٢٥م، وقد عاودت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هيستريا أفكار، ومعتقدات: (إسرائيل الكبرى)، وقطاع غزة يقاوم بضراوة فكرة تهجير الشعب، لتنقلب المعادلة، من شعب بلا وطن في الحالة الإسرائيلية إلى وطن يراد تهجير شعبه في الحالة الفلسطينية، وواقع عربي مأزوم، قد اعتاد تلقي الصدمات واحدة تلو الأخرى، كان من بينيات هذا التحول، التغير في عقيدة النخب العلمية، عندما تخلى القائمون على التقرير الإستراتيجي العربي عن العام ٢٠٢٤م بمؤسسة الأهرام العريقة عن مصطلح، وكينونة: (الفواعل المسلحة من غير الدول) إلى حساب مصطلح: (الفاعلين المتوازين مع الدول) أي الذين هم ليسوا بدولة، وإنما يتوازون بأفعالهم مع أفعال الدول، أو هكذا يعاملهم المجتمع الدولي، وقد أعتبر حركة حماس، وحزب الله، وجماعة الحوثي من هؤلاء، غير أن هذا الاستسهال قد يضر، وهو يضر بمصالح الدولة الوطنية، لأنه قد صار بإمكان أي جماعة إرهابية، ومتطرفة أن تطلق على نفسها: (فاعل متواز)، وفي كل الأحوال فإن هذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي قد خرج بمجموعة من الملاحظات الختامية، نجليها فيما يلي:

  • أولًا: أنه ثمة ضرورة ملحة للأمن القومي العربي في تطوير الفهم عن الدراسات الآسيوية من حيث إنتماء مجموعة هائلة من الدول العربية إلى هذه القارة، والتي تتأثر بمتغيراتها، وتطوراتها، بل إن الفاعلية السياسية، والإقتصادية، والعسكرية للأحداث المؤثرة في طبيعة النظام الإقليمي العربي تنتمي إلى الدول العربية في هذه القارة أكثر من غيرها، بوصف مصر الدولة المركز، فهي فاعل أفريقي آسيوي في أن معًا.

  • ثانيًا: أن الواقع السياسي في منطقة الخليج العربية من حيث التشكل، والحفر في الذهنيات لم يتغير عن مراحل النشأة، فلازال هناك جدل الصراع بين القبيلة والدولة، بعد ما كان من ثلاث ارتدادات كبرى هزت الدولة القانونية الحديثة، وعادت فيها القبلية لتفرض كلمتها، عندما ألغت دولة قطر تجربة إنتخابات مجلس الشورى المنصوص عليها في دستور عام ٢٠٠٣م، والعودة إلى نظام الإختيار، والإعلان الرسمي عن فشل التجربة الديمقراطية على الطريقة الحديثة، كما قام أمير دولة الكويت بوقف العمل بالدستور، والدخول في نظام مؤقت، وأحكام أميرية (عرفية) لحين تقييم التجربة القائمة منذ العام ١٩٣٨م، والسعودية بكل ثقلها قد ألغت جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت آخر مظهر من مظاهر الشراكة بين الديني والمدني في حكم المملكة، والممتد منذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ثم كان ما كان من رؤية المملكة ٢٠٣٠م وانتمائها الخالص، والمطلق إلى حكم الأسرة..!!

  • ثالثًا: رصد التقرير حالة الإضطراب في أقاليم مناطقية آسيوية من خلال شواغل العرب، وحالة الاستقطاب حيال جماعات، وحركات تمارس الإنتهازية السياسية، تحت زعم البحث عن الدولة الراشدة التي تم التنقيب حولها من زوايا واقترابات عديدة ثبت استحالة تحققها، اتجاه في الفكر السياسي العربي قد جنح بالاستقرار إلى حيث ثلاث مشاهد مروعة:

  1. مشهد الإنكسار، والإنهيار، في حالة حركة حماس في قطاع غزة، وطوفان الأقصى الذي كان كاسحًا، ومدمرًا على قطاع غزة وانتهت إلى أبد بعيد فكرة الدولة.

  2. مشهد التشظي الإجتماعي للدولة السورية على يد جماعة النصرة، (فتح الشام)، عندما صعدت إلى الحكم، وتخلت تحت الضغط عن الرشد المستحيل في البحث عن الخلافة.

  3. مشهد اقتلاع مشروع الرشد الباحث عن الإمامة النهائية في الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، لينتهي جدل الخلافة، الإمامة، والدولة إلى صراع مفتوح، ولانهائي.

  • رابعًا: لقد خرج التقرير الإستراتيجي الآسيوي عن النمطية المعتادة في إعداد التقارير الإستراتيجية سواء من حيث التقسيم الهيراركي الكلاسيكي: (التفاعلات العالمية -- الأحداث الإقليمية -- القضايا المحلية -- إلخ)، أو من حيث الإعتماد في كل التقارير على الأراء، والمقالات، ووجهات النظر لحرص القائمين عليها على إشراك أكبر عدد ممكن من الخبراء في التقرير، الذي يعد الحصاد الفكري لمراكز الأبحاث والهيئات.

فكان جديد هذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي هو الإعتماد على الدراسات والأبحاث المتقدمة، التي تعالج القضايا الراهنة بنظرة استردادية للبحث في الجذور، والأسباب، والكوامن التي تقف خلف التحديات، والمخاطر، والأزمات، فكان التأصيل لأزمة مياة النيل التي أشتدت مع إكتمال بناء سد النهضة الأثيوبي، وكيف أنها تمتد بجذورها إلى تفكير إستراتيجي إسرائيلي يرجع إلى خمسينيات القرن الماضي.

درس الدولة المحاصرة في الخليج منذ العام ٢٠١٤م، عندما لا تستسلم لقوقعتها، فتكسر القيود والأغلال عن نفسها، وهذا ما فعلته دولة قطر بإبهار العالم، وتقديم نسخة إستثنائية من كأس العالم ٢٠٢٢م.

في حديث إعادة تشكيل الوعي الذي نادت به الدول في مقاومتها للتطرف والإرهاب، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة برامج وثائقية عن: (دهاليز الظلام)، وقدمت المملكة العربية السعودية (العاصوف) كأجرأ مسلسل خليجي على الإطلاق يتناول وقائع حادثة جهيمان العتيبي، الذي اقتحم الحرم المكي عام ١٩٧٩م، وأعلن أنه المهدي المنتظر، وقدمت الدراما المصرية مسلسل (الإختيار)، الذي يجسد نموذج الشهيد البطل أحمد المنسي في مواجهة الفيوداليات الدينية القائمة على السمع والطاعة، والإرهاب، والتدمير.

لقد رصد هذا التقرير تحولات ملحوظة في أداء الحكومة المصرية، وبعد أن قامت بالعديد من المراجعات، وغربلة النخب، قامت في بداية عام ٢٠٢٥م باستدعاء العقل العلمي المصري، وتشكيل لجنة للشؤون السياسية لمعاونة الدولة على مواجهة الأكاذيب، والإشاعات، والحروب السيبرانية.

ثم تتوالى الدراسات والأبحاث التي أضافت للتقرير عمقًا وقيمة متعاظمة عبر مطالعة الأيديولوجي مع الأيكولوجي، وتغيير أنماط الحياة عندما يتعلق الأمر بالدرس المستفاد من أزمة كورونا كوفيد ١٩، بحيث أصبحت بعض الوظائف قائمة على التعامل عن بعد، وحتى المؤسسات الحكومية، ولم يعد للتصخم الإداري ضرورة، كما أن الذهنيات العربية والإسلامية لا تزال تحتفظ بصورة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عندما واجه خصمًا سهلًا وهو (الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة)، في المعتركات الفكرية، والمناظرات التاريخية على هذا المستوى، فكان لابد من دراسة هذه الظاهرة، لتأثيرها الكاسح في العقل الجمعي المصري، والعربي، والإسلامي.

لقد كان ما كان من تشريح المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وهو يصنع التخطيط ليعولم الصراع في رحلة طويلة عبر الزمان، بحيث لم يعد للصراع العربي الإسرائيلي من حديث في الحياة السياسية، وإنما صار الكلام عن من عليه الدور، وكيف لكل دولة عربية أن تحافظ على مصالحها في مواجهة أميركا وإسرائيل انقسام قد أعلن عن نفسه في مفاوضات نهاية يوليو ٢٠٢٥م بين الدوحة والقاهرة وممثلين عن حماس وإسرائيل، فإذا بالسعودية بالتعاون مع فرنسا تعقد في نيويورك مؤتمر حل الدولتين...!!

  • خامسًا: حافظت السياسة الخارجية المصرية على ثوابتها، سواء من حيث عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أو تعزيز التفاعلات التعاونية، ونبذ الخلاف والتوتر، فكان أن انتهجت نهجًا تصالحيًا في علاقاتها بدول الخليج العربي منذ حادث الخفوس عام ١٩٩٢م بين قطر والسعودية، وحتى اتفاق العلا في عام ٢٠٢١م بين دول مجلس التعاون الخليجي، وانتهاء الخلاف مع قطر بعد أن استجابت للمطالب الثلاثة عشر، المتعلقة بعدم تصدير المشكلات للدول المقاطعة، ومن ثم واصلت القاهرة، وأنقرة مساعي التصالح، وزادت اللقاءات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، تصالح أطلقنا عليه تفوق الكمون الإستراتيجي طويل الأمد، وانتصار الغموض البناء الذي أنتهجته مصر حيال تركيا .

في ارتباط وثيق بين ثلاث ملفات: (التهجير-- قناة السويس-- عبد الناصر) كان الحديث عن ضرب المشروعية بتوجيه انتقادات حادة للزعيم جمال عبد الناصر الرمز التاريخي لمقاومة الغرب، ومخططات الهيمنة، وزعم تسريب أحاديث له، تزامنًا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرورة عبور السفن الأمريكية قناة السويس دون رسوم، وإلا القبول المصري بمشروعه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ارتباط شرطي حتم دراسة الموضوعات الثلاث في تزامن دقيق.

  • سادسًا: عالج التقرير في عناوين مفتاحية موضوعات للعصف الذهني، وتنشيط الذاكرة البحثية على الصعيدين السياسي والإقتصادي، وتقديم ملفات ملحة لإشكاليات حاضرة بقوه تقوم على ضرورة تعزيز العلوم الإنسانية بعلوم الذكاء الإصطناعي، لأجل صناعة الفكر الإستراتيجي للمستقبل، ودور التقنيات الحديثة في أمن المعلومات، وتحديد خرائط الإرهاب وجماعاته، والتحذير من الثورات المصنوعة، والاحتجاجات الزائفة، دور للتكنولوجيا المتطورة إمتد للحرب الروسية- الأوكرانية الطويلة، والهندية- الباكستانية الخاطفة.

وفي الملفات الإقتصادية كانت القراءة في موضوعات جوائز نوبل، وحكومة العالم الخفية، وخطط صندوق النقد الدولي، وتجمع البريكس، واجتهاد الدول في الانعتاق من قوانين العولمة الصارمة... أن الضحية تستحق مصيرها، ولينقذ نفسه من يستطيع...!!

  • سابعًا: على مدى الثلاث أعوام الماضية، والتي يغطيها التقرير كان الكلام والحديث عن دور التكنولوجيا والإتصالات الإليكترونية في الحرب اللامتماثلة أي اللانمطية، والتي لم تعد للمواجهات المباشرة بين الجيوش على الأرض دور حاسم فيها، ومن ثم صعود الحديث عن حروب الأجيال، لكن أغفلت مثل هذه التوجهات المهمة بطبيعة الحال جانبًا مهمًا ركزنا عليه في هذا التقرير، وهو أن اللاتماثل هذا ما هو إلا جزء من منظومة أكبر تسمى: (الحروب الهجينة) أي متعددة الأسباب، والروافد، والوسائل، وتمييزًا لهذا التحليل فقد وقع اختيارنا على ثلاث ملفات، تستخدم فيها الحروب الهجينة دون أي التفات من صانعي التقارير الإستراتيجية، وهي :

(أمن البحر الأحمر-- غاز المتوسط -- الجدل الإبراهيمي)، ففي حالة البحر الأحمر يمارس الحوثيين حرب هجينة ذات طابع مذهبي عقائدي سنة وشيعة، وتابع تجاري إقتصادي لقرصنة البضائع وتوفير مصدر للإنفاق، وذات تابع جيو- استراتيجي بالسيطرة على أهم معبر ملاحي، وممر مائي، فضلًا عن إستخدام كل الوسائل الهجينة في هذه الحرب، وفي موضوع غاز شرق المتوسط، فإن جميع الدول المعنية بهذا النزاع لاتزال تتمسك بالصبر الإستراتيجي أي إعطاء المفاوضات، والعمل السياسي كل جهد ممكن تجنبًا لحرب هجينة للصراع على الموارد، فيما كان موضوع الجدل الإبراهيمي قد وقفت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بمفردها تنافح عن تجنيب العرب حرب هجينة من العدو الإسرائيلي، فالقراءة المتفحصة تشي بأنه مثلما كان الزعيم الراحل أنور السادات سابقا لعصره بتوقيع إتفاق كامب ديفيد عام ١٩٧٩م، فإن الإمارات وعبر الخبراء والقيادة السياسية قد قدمت للفكرة الإبراهيمية كل ما تستطيع منذ العام ٢٠١٧م، لتجنيب المنطقة حربًا لامتماثلة هجينة على نحو ما تمارسه إسرائيل في الراهن.

  • ثامنًا: في مسألة محاولات الدول تجنب مخاطر التطرف والإرهاب، كانت قضية تجديد الخطاب الديني قد شغلت جموع المسلمين، في ظل هجمات صهيو-أمريكية متصاعدة تصر على تفكيك بنى الدول وهدم جيوشها، ونزع القوة الصلبة من فاعليتها، وثار الجدل، وتوسع النقاش حول:

من يجدد؟، وأين يجدد؟، ومتى يجدد؟، وماذا يجدد؟، ولماذا يجدد؟، وكيف يجدد؟، وما الذي سيترتب على ما يجدد؟ وحول هذا السؤال الإشكالي الكبير، اتسع الخرق على الراقع، أو الفتق على الراتق، فلم يعد بمقدور أحد، أو مؤسسة، أو جهة الإقتراب من هذا اللغم الكبير، وكان هذا الموضوع دائمًا من التابوهات العتيقة التي لا تقترب منها التقارير الإستراتيجية الأخرى، إلا أننا حاولنا إعمال العقل قدر المستطاع من خلال قسمين رئيسيين من التقرير، أحدهما يقدم قراءة متأنية لموسوعة الخطاب الديني والتفكير من خارج النص، والثاني تقديم دراسة نقدية لكتاب: (الأزهر في مواجهة الفكر الإرهابي ) الصادر عن مشيخة الأزهر، والذي إنتهى إلى ذات نتيجة المناظرة الشهيرة بين رئيس جامعة القاهرة، وشيخ الأزهر من حيث: (أن لا تجديد في الخطاب، وأن التجديد يكون في بيت الوالد).

  • تاسعًا: في التحليل الثقافي لمستقبل الدراسات الآسيوية قدم التقرير لنموذجين أحدهما عالمي، وقد صدر عن مؤسسة هيريتج الشهيره للقرن الأمريكي الجديد، والذي تبناه دونالد ترامب في حملته الانتخابية، والثاني صدر عن تجارب وخبرات مؤسسة بحثية تعمل منذ أكثر من ثلاثين عامًا في حقل الدراسات الآسيوية، وهي معهد/ كلية الدراسات الآسيوية العليا بجامعة الزقازيق.

  • عاشرًا: عرفانًا بالجميل، ورد الفضل لأهله فقد قدم التقرير نماذج مضيئة في مسيرة عمل معهد/ كلية الدراسات الآسيوية التي صدر منها هذا التقرير، وهما المؤسس الأستاذ الدكتور/ رأفت غنيمي الشيخ، والمفكر العربي الكبير الدكتور/ سعيد اللاوندي، رحمة الله عليهما.

وبعد... ،،،،

فإن هذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي في إطلالته الأولى لا يدعي الكمال، فالكمال لله وحده، ولابد أن يكون هناك أفكارًا للتطوير في المستقبل المنظور، وتفاخر كل الجامعات التي لديها القدرة على إصدار مثل هذه التقارير على هذا المستوى، وتعتبره من أهم أعمال الأمن القومي ومهامه، وتُعقد من أجله العديد من الحلقات النقاشية، والندوات، والمؤتمرات، ويتم إهداؤه من الجامعة المعنية بإصداره إلى الجامعات الأخرى، والمؤسسات، والجهات السيادية، بكل فخر وإعزاز، ويتم الاحتفاء، والاحتفال به على مدى عام كامل حتى يأتي موعد الإصدار الجديد، ومن هذا المنطلق، أشرف بالانتماء إلى جامعة الزقازيق العريقة، وإلى وزارة التعليم العالي والدولة للبحث العلمي، وإلى جمهورية مصر العربية، ونحن نقدم هذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي في إصداره الأول ...!!!

----------------------

فتحي العفيفي. تقرير. اسيوي . اسيا