الأحد 17 أغسطس 2025 06:54 مـ 22 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

فتحي العفيفي يصدر التقرير الاستراتيجي الآسيوي لاول مرة عربيا

الدكتور فتحي العفيفي يصدر التقرير الاستراتيجي الآسيوي
الدكتور فتحي العفيفي يصدر التقرير الاستراتيجي الآسيوي

فيما يعد أول تقرير علمي أكاديمي على الإطلاق يتناول الشأن الآسيوي، وحيث عرفت الثقافة العربية إصدارات متعددة مثل: (التقرير الإستراتيجي الأفريقي) الصادر عن معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، وكذا (التقرير الإستراتيجي العربي) الصادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بمؤسسة الأهرام، و(التقرير الإستراتيجي للشرق الأوسط) الصادر عن مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، ثم كانت هناك مبادرات صادرة عن مراكز أبحاث في قطر، والإمارات لإصدار تقارير إستراتيجية بمعناها الواسع والشامل، وكان من حسن الطالع أن البيبلوجرافية المصرية، والعربية، والعالمية لم تسجل شيئا أسمه: (التقرير الإستراتيجي الآسيوي) حتى جاءت هذه المبادرة الجسورة لتلبي الحاجة المعرفية الملحة عن القرن الآسيوي الجديد، ولتسد فراغًا كبيرًا في المكتبة العالمية قد طال أمده، وأشتد أواره، لاسيما وأنه يعاني مفترق طرق حاد وعنيف في خضم العواصف السياسية، والثقافية التي تشنها دول المركز المهيمنة على عصر العولمة الرقمي، وتحديدًا من وول ستريت بالولايات المتحدة الأمريكية.

سؤال المنهج: لماذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي من مصر؟

دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في حوار مع الرئيس الصيني: "مصر كانت مركزًا مزدهرًا للتعليم، والإنجازات منذ ألاف السنين قبل أن يكتمل العديد من أركان العالم، وتلك العجائب في الجيزة، والأقصر، والأسكندرية تقف كأثار شامخة لهذا الميراث العظيم القديم، لقد سمعت أن الصين تعود حضارتها إلى 5 ألاف عام، ولديها تاريخ مكتوب منذ ثلاثة ألاف عام، لكني أعتقد أن أقدم ثقافة على الأرض هي المصرية، قبل 8 ألاف عام..."!!، فيرد الرئيس الصيني: "... نعم مصر هي أقدم من الصين"!!! مصر إذا بلد أفريقية تعتز ببعدها الآسيوي، وانتمائها الحضاري، وهي الدولة الكوزموبوليتية العريقة، متعددة الثقافات، والوسطية الدينية، وهي بلد الاستنارة الحقة...!!!، فكان لابد وأن تضطلع بمهمة إصدار مثل هذا التقرير.

التقرير الإستراتيجي الآسيوي في الإصدار الأول له عن الأعوام من 2022، وحتى 2025م قد جاء بمبادرة شخصية من الدكتور/ فتحي العفيفي الأستاذ بكلية الدراسات الآسيوية، جامعة الزقازيق، والذي عمل لسنوات بالعديد من مراكز الأبحاث في دول الخليج العربية، ومؤلفاته منشورة عبر المؤسسة الرائدة في مجالها: (مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت)، والحاصل على جائزة الدولة في مجال العولمة والهويات الثقافية عن العام 2009م، وقد جاءت هذه المساهمة من واقع الإحساس بالمسؤولية، والأمانة العلمية، والإنتماء والإخلاص للوطن جمهورية مصر العربية، وقد أثرت وتؤثر وستؤثر أحداث آسيا في المستقبل المنظور.

يقع هذا العدد من التقرير الإستراتيجي الآسيوي في حوالي 487 صفحة من القطع الكبير، وقد غلب على معالجات هذا العدد: (رهانات الواقع الإستراتيجي العربي) للفترة الممتدة من ٢٠٢٢م، وحتى العام 2025م بوصفها المنطقة الملتهبة بالأحداث، والنزاعات، والصراعات والحروب في القارة الآسيوية...!!!

يحتوي هذا التقرير على أحد عشرة قسمًا، على غرار النطاقات المتعارف عليها في إصدارات التقارير الإستراتيجية لدى خزانات التفكير العالمية، مثل: (راند- كارنيجي- ستانفورد)، وقد جاءت موزعة على النحو التالي:

الإفتتاحية:

وقد تم عنونتها بالسؤال المنهجي المركزي، والإشكالي في أنْ معًا:

لماذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي؟؟؟!!!

حيث تحمل الإجابة عليه: (مبررات الإطلاق- مسوغات التحفيز- الرؤية والأهداف والرسالة)، ومن خلال تحليل مضمون موضوعات هذا العدد، والذي نحن بصدده الآن، فإننا يمكن أن نتحدث عن التحديات والفرص، تعزيز التفاعلات التعاونية، نقد ونقض التفاعلات الصراعية، توجيه السياسات، وضع الرؤى والتصورات.

تقديم:

إن رواق المعرفة في هذا التقرير، يتطلب مدخلًا تحليليلًا عن: الدراسات الآسيوية في الفكر الإستراتيجي العربي، من خلال دور مراكز الأبحاث العربية الرئيسية والفاعلة في الوطن العربي الكبير في صوغ فهم إستراتيجي عميق عن العرب وتحدياتهم، كما تناول التقرير هنا أيضًا الأحداث السياسية التي ضربت بأطنابها في الواقع الإقليمي والتي شرعنت لأن يكون هناك ثمة ضرورة للتخطيط، والتفكير الإستراتيجي على نحو مختلف...!!!

القسم الأول:

كان الحديث العاصف عن ثورة البرادايم عندما يكون هناك ضرورة للإحاطة الكلية الشاملة بالنموذج والإطار المنهجي الذي جذَّر للتفكير السياسي الخليجي في اللهاث وراء تكوين تاريخي للكيانات، والقوى، والأسر الحاكمة، ونخبها السياسية، والأسس القانونية للدول، تكوين يقوم على دعامتين أساسيتين، وهما: (القوة الناعمة، والمجال الحيوي)، وذلك في رحلة طويلة عبر الزمن لأجل فهم ميكانيزمات الصراعات الراهنة. والوقوف على دقائقها لمحاولة فكفكتها، واستشراف مستقبلها، ووضع سيناريوهات الحلول الممكنة..!!

القسم الثاني:

جاء الحديث عن حالة الإقليم، وقد تم عنونته بعنوانًا فرعيًا يرسم ملامح البيئة الأمنية المضطربة في العالم المتغير، عبر حروب غير منتهية، ومعارك نصف بادئة مثل:

  • الدولة الراشدة المستحيلة في جدل المخاتلة والخداع (القديم/ الجديد) بين ثنائية: (الفقيه والسلطان)، (الدين والحداثة).

  • مأساة قطاع غزة منذ إنطلاق عملية طوفان الأقصى والسيوف الحديدية في ٧ أكتوبر٢٠٢٣م، وتشريد أهل غزة من جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، ولم تجني حركة حماس سوى حصاد الهشيم، ومع نهاية يوليو 2025م- كالعادة- جاء نكران الجميل من فلول الإخوان، والحركة الإسلامية في فلسطين، وقادة حماس الذين يُنَّظرون من أرقى الفنادق في الدوحة، عندما سير كل هؤلاء حشودًا من الغوغاء لمحاصرة السفارة المصرية في تل أبيب، وبعض العواصم الأخرى حول العالم، إحتجاجًا على غلق مربع رفح من الجانب الفلسطيني (وليس المصري)، وتصدير التوتر إلى مصر في إطار حملة ممنهجة من الدول المعادية، والتنظيم الدولي للإخوان.

  • صعود الإسلام السياسي الراديكالي من الفواعل المسلحة إلى الحكم في سوريا على خلفية حسابات إقليمية معقدة، وغير دقيقة، وسقوط حزب البعث، لتدخل سوريا على خط التفكيك والتجزئة، شأنها في ذلك شأن العراق، وليبيا، والسودان، واليمن.

  • صدام المشاريع في الشرق الأوسط كان قد سمع صداه بقوة في الحرب الإسرائيلية- الإيرانية التي شهدت من الدمار بقدر ما شهدت من السخرية حيث صار المواطن العربي يكلم نفسه: (إسرائيل ضربت إيران- وإيران تهاجم تل أبيب- والفضائيات تتابع وصول الصواريخ- وأمريكا تنذر إيران- وإيران تخلي المواقع النووية- وأميركا تضرب إيران- وإيران تستأذن قطر- وأميركا تطلب وساطة قطر- وقطر تعلن عن موعد ضربة النهاية- والرئيس الأميركي يبشر العالم بالسلام- ويعلن انتهاء الحرب ويخلد إلى النوم والراحة).

القسم الثالث:

تناول الدراسات والأبحاث المتقدمة: لموضوعات صنعت المجال السياسي الآسيوي في السنوات الأخيرة مثل:

  • العمق الإستراتيجي المصري، حروب الخنق الإقليمية في المجال الحيوي، حيث تتعرض مصر لسلسلة حروب غير معلنة مأخوذة عن تفكير إسرائيلي قديم يتجدد، مثل: (وخز الإبر- عض الأصبع- شد الأطراف- حافة الهاوية) فكان لابد من التأصيل العلمي لخيوط مثل هذه المؤامرات الكبرى.

  • قطر دولة الفيفا ٢٠٢٢م، نظرية المباريات واللاعبين الجدد في السياسة الدولية، فلم تعد كرة القدم ألعاب للتسلية ومضيعة الوقت، وإنما صارت استثمارات، وأموال، وقوة ناعمة معولمة، وعلاقات عامة للدول.

  • الفيودالية الدينية المعاصرة أي جماعات السمع والطاعة من التنظيمات الإرهابية التي تدعي البحث عن: (الخليفة- الإمام- المرشد) عندما تصطدم بقوة الدولة في مسلسل الإختيار لتكون المناسبة جديرة بالبحث في دور الدراما التاريخية في إعادة تشكيل الوعي، والعقل الجمعي العام.

  • صناعة القرار وقوة الدولة، حيث عودة النخبة العلمية إلى المجال العام عبر إستدعاء الدولة لها لمواجهة الحروب السيبرانية، وتشكيل لجنة الشؤون السياسية لتتبع رئيس الوزراء مباشرة، وتقوم بالمراجعات الإستراتيجية الوطنية الضرورية واللازمة.

  • من القضايا التي شغلت الرأي العام العربي والآسيوي المواجهة الفكرية الكبرى بين: (قلعة التنوير، وقلعة الدين)، (رئيس جامعة القاهرة، وشيخ الأزهر) وكان لافتًا، وصادمًا أن يكون رد فضيلة الإمام شيخ الأزهر في مؤتمر لتجديد الخطاب الديني أن يقول لرئيس جامعة القاهرة: (التجديد يكون في بيت الوالد، وليس في الدين) فكان جدل التنوير والعقلانية قد إنتهى عند: صداع الحداثة ورصاصة الرحمة، وأن محنة النص (العقلي- النقلي) في أنطولوجيا التعالي.

  • عن الحروب البيولوجية ودورها في تغيير أنماط الحياة كان درس كوفيد ١٩ قد عولم مخاطر القوة القاهرة من فوق كل السلطات الظاهرة.

  • التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي واختراقه للمجالات المحيطة بهدف عولمة الصراع، وطرده عن المركز فلا تكون القضية الفلسطينية هي نقطة توحيد العرب بل تحويلها إلى فرصة للاختلاف فيما بينهم، وهو ما حدث بالفعل، ففي الوقت الذي توقفت فيه الجهود المصرية القطرية لحل مشكل غزة نتيجة لرفض حركة حماس التنازل عن السلطة والسلاح، كانت المساعي السعودية الفرنسية لحل الدولتين في مؤتمر نيويورك قد انتهت أيضًا بنهاية يوليو ٢٠٢٥م، وما الإنقسام الفلسطيني- الفلسطيني بين فتح وحماس منذ العام 2005م إلا العنوان الأبرز لهذا الخلل السياسي الكبير.

القسم الرابع:

تناول البعد الآسيوي في السياسة الخارجية المصرية: عبر موضوعات ملحة لإشكاليات كانت حاضرة بقوة في المشهد السياسي العربي، منها على سبيل المثال:

  • رهانات القوة المصرية في المصالحة الخليجية - الخليجية من حادث الخفوس بين السعودية وقطر عام ١٩٩٢م، وحتى إتفاق العلا عام ٢٠٢١م.

  • في حوار التعاون الإستراتيجي الآسيوي بالعاصمة القطرية (الدوحة) كانت مصر حاضرة بقوة بوصفها الدولة العربية التي بها مقر الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، حيث كان عنوان الملتقى: (الاستثمار الرياضي وحوار الحضارات).

  • في علاقات مصر بتركيا، ودبلوماسية الكمون الإستراتيجي طويل الأمد، حيث التزمت مصر سياسة ضبط النفس إزاء الحملات السيبرانية التي تشنها جماعات التطرف والإرهاب لأكثر من عقد من الزمان من الأراضي التركية، ومن ثم فقد جنت ثمار ذلك الإتزان والتوازن في عودة كاملة للعلاقات مع تركيا.

  • في أعقد مسألة واجهت الدولة المصرية، وتم استغلالها من الإخوان ومن لف لفيفهم، مقاومة القيادة السياسية لكافة الضغوط الأمريكية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، وكذا كافة المشروعات التي استمرت لقرن من الزمان باختلاف العصور.

  • من القضايا التي تستهدف صميم القومية العربية محاولة ضرب النموذج والكاريزما عندما تشيع ظاهرة البودكاست، والجلوس بالأيام للتشكيك في مشروع جمال عبد الناصر ومشروعية حكمه، غير أن حرص الدولة على الاحتفاء السنوي بثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م، قد دحض كافة المؤامرات على الظاهرة التاريخية الخالدة جمال عبد الناصر.

القسم الخامس:

وقد تناول قضية العدد: (علوم الذكاء الإصطناعي ومنظومات التفكير الإستراتيجي) من خلال شواهد معرفية تم انتخابها للدلالة على عطاءات الخوارزميات في العصر الرقمي، والتي كان من بينها:

  • رهاب الإسطوغرافيا الإليكترونية ومستقبل البحث العلمي، حيث يجلس من يعدونه شاهدًا على العصر، ويحكي تاريخًا، ويصدره للناس على أنه الحقيقة المطلقة، ومدى خطورة ذلك على مستقبل البحث العلمي في كافة التخصصات بعد شيوع ظاهرة: (الحكاءين الجدد).

  • من الموضوعات التي يتم فيها الإعتماد على التقانة الذكية، وكشف زيف الجماعات المتطرفة، وأماكن تواجدها (الإرهاب) وبوليغراف خرائطه التي تستهدف الدول واستقرارها.

  • تأسيس علم للفلكلور السياسي كان ضرورة قومية لحفظ التراث من ناحية، ومن ناحية أخرى مقاومة الإحتجاجات المصنوعة بالذكاء الإصطناعي، والتي تحاكي الواقع، ويكأن هناك ثورات محتملة، بحيث لا يستطيع البعض من الناس التفرقة بين ما هو حقيقي، وما هو ملفق في عصر ثورتا الهايبرميديا، والأنفوميديا.

  • تدخل التكنولوجيا في إنتاج قوانين إستثنائية للحرب الروسية الأوكرانية، بحيث لم تعرف الحرب حسمًا لأي من الفريقين في أي من مراحلها.

  • في بانوراما المواجهة الهندية الباكستانية الخاطفة في ٢٣ أبريل ٢٠٢٥م أبانت التكنولوجيا، والذكاء الإصطناعي عن نفسيهما لقدرة كل طرف على إلحاق الضرر بالأخر، دون تفوق واضح لأيهما، توازن الردع كان مرجعه إلى الأسلحة الذكية التي تم إستخدامها...!!!

القسم السادس:

قراءة في تحليلات وملفات اقتصادية متداولة لموضوعات شائكة مثل:

  • أن هناك من الحائزين على جوائز نوبل في الإقتصاد من اعتمد على التجربة المصرية، أو أن يكون قد رجع في مؤلفاته إلى المصادر، والمراجع المصرية.

  • الإقتصاد يغدق فقرًا، بسبب من سيطرة عائلات بعينها على بنى الإقتصاد العالمي يسمونها حكومة العالم الخفية.

  • تجمع البريكس الذي حاولت من خلاله الدول الأعضاء تكوين عولمة بديلة لإحداث توازن في الكوكب مع عولمة وول ستريت، إلا أن هذه القوة الكبيرة ذات الحراك المحدود، كلما صنعت شيئًا قامت حضارة المركز بتخريبه منهجيًا...

القسم السابع:

في الملفات المعقدة التي تبحث عن حلول دائمة، يطالعنا التقرير رصدًا وتحليلًا بالحديث عن:

  • أمن البحر الأحمر منذ عاصفة الحزم التي كان يعتقد في التفكير الإستراتيجي السعودي بأنها ستكون خاطفة، في ٢٥ مارس ٢٠١٥م، ولا عملية إعادة الأمل في ٢١ أبريل ٢٠١٥م، في تثبيت الشرعية في اليمن، وإنما كمن أخرج المارد من قمقمة فانتفض الحوثيين لمقاومة التحالف، ولم يرجعوا بعدها أبدًا حيث ممارسة أعمال القرصنة في البحر الأحمر، وتهديد التجارة العالمية، وفي القلب منها التأثير على فاعلية، وكفاءة قناة السويس المصرية.

  • قضية غاز شرق المتوسط لعبت دورًا كبيرًا في خريطة التحالفات الجيو- إستراتيجية، حيث ترسم التأثيرات الإقتصادية خرائط المنطقة في عالم صار للصراع على الموارد حساباته الأولى والأخيرة.

  • في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، أصبح الجدل الإبراهيمي القضية المركزية على مجموعة من الصعد:

  • كون الإبراهيمية ديانة جديدة يتجمع حولها أتباع الديانات الثلاث، وقد نفى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، جملة وتفصيلًا مثل هذا الكلام نفيًا قاطعًا.

  • كون الإبراهيمية دبلوماسية روحية، ووسيلة للتعايش والحوار في بيت العائلة الإبراهيمية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

  • كونها حلف سياسي جديد لاتفاقيات أبراهام، ووسيلة أمريكية للتطبيع العربي - الإسرائيلي. حول كل هذا وغيره يثور الجدل بين مثيري الفتن، فيما الحديث الأكاديمي يشير إلى ممارسة دولة الإمارات للواقعية السياسية الجديدة.

القسم الثامن:

يقدم التقرير الإستراتيجي الآسيوي، قراءة في موسوعة: (التفكير من خارج النص- الخطاب الديني المعاصر- الخرائط الذهنية للبرادايم) حيث تقدم الموسوعة نموذجًا عن كيفية مشاركة العلوم الإنسانية الأخرى في صناعة وعي مستنير، عبر سبع مجلدات كتبها مؤلف هذا التقرير ذاته.

القسم التاسع:

يقدم فيه مؤلف التقرير، والقائم على إعداده رؤية نقدية لكتاب: (دور الأزهر في مواجهة الفكر الإرهابي) الصادر عن مؤتمر الأزهر 2014م لمكافحة التطرف، ومؤلفات أخرى تابعة للأزهر تم تحديدها بدقة في سياق الدراسة، حيث كانت المفارقة، تمامًا مثلما حدث في لقاء: (الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر)- والمشار إليه آنفًا- من وجود أبحاث ومداخلات، ومقولات تتحدث عن: (أزمة موضوع الخلافة- جدل العنف المرتكب من الحركات الإسلامية ضد الدولة في فترة الستينيات- عدم توجيه أي نقد للإخوان، وأتباعهم، وما ارتكبوه جميعًا من جرائم في الكتاب)، وإن كان العنف والإرهاب لا مبرر له ولا مسوغ في كل زمان ومكان، إلى أخر ما ورد في بعض أبحاث المؤتمر، والتي تتناقض مع أهدافه، وجهود مشيخة الأزهر المبذولة للتحضير لمثل هكذا مؤتمر، كما كان من اللافت أيضًا استضافة علماء دين من الخارج معروفين بالاتجاهات السلفية الراديكالية، فضلًا عن الجدل الذي يمثله شخصية بوزن الدكتور محمد عمارة المتوفي 28 فبراير 2020م، والذي كان رئيسًا لتحرير مجلة الأزهر، والمعروف بانحيازه المطلق لمشروع الخلافة الإسلامية، التي يتذرع بمحاولة إحيائها كل جماعات العنف والتطرف والإرهاب.

وكانت الدراسة مناسبة أيضًا لرصد السجال الدائر منذ أكثر من عقد من الزمان بين الرئاسة والمشيخة، وحدود دور الدولة في ضبط الأداء العام في المجال الديني، ومأسسة كل شئ في الدولة، عندما أعلن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية:

(أن الرئيس مسؤول عن كل شئ في الدولة حتى دينها)

وذلك بعد أن تكبدت البلاد، والقوات المسلحة، الخسائر الفادحة في الأرواح، والممتلكات نتيحة للعمليات الإرهابية، والفهم الخاطئ للدين من قبل الجماعات التكفيرية.

القسم العاشر:

كان الحديث عن إستشراف مستقبل الدراسات الآسيوية في عالم متغير من خلال طرح نموذجين للتحليل:

  • مشروع هيرتيج للقرن الأمريكي الجديد، وقد تبناه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

  • مقترح مؤلف هذا التقرير من واقع خبرات العمل في حقل الدراسات الآسيوية لأكثر من ثلاثين عامًا.

القسم الحادي عشر:

كان لابد وأن يكون للوفاء عنوانًا في هذا التقرير لعلمين من أعلام الثقافة العربية:

  • المؤرخ العربي الكبير الدكتور/ رأفت غنيمي الشيخ مؤسس معهد الدراسات والبحوث الآسيوية.

  • القامة الثقافية الكبيرة الدكتور/ سعيد اللاوندي، ودوره الرائد في فن تقديم المشاريع العلمية إثراء للمعرفة، وخدمة للإنسانية.

لقد كان من شواغل هذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي الأساسية، بعدما رأى من أحوال العرب ودولهم ضرورة مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف عبر أربع معالجات منهجية: (الدولة الراشدة المستحيلة- قراءة في موسوعة الخطاب الديني المعاصر- تحليل المناظرة الشهيرة بين رئيس جامعة القاهرة وشيخ الأزهر- نقد كتاب الأزهر في مواجهة الفكر الإرهابي)، وشاهد كل ذلك في مسألة جدل تجديد الخطاب الديني المعاصر أنه ثمة نقطة مركزية لا يلتقي عندها الفرقاء أبدًا:

  • فدعاة الفهم المدني المديني (الدولة الحديثة) يريدون حلًا للفهومات الخاطئة التي تقع بين ثنائيتي التحول من: (السياسة الشرعية) إلى (الشرعية السياسية)، وهى ملخص فقه الأحكام السلطانية، وتجهيل وتكفير الفهومات التي تقتل بـأسم الدين، كما يريدون موقفًا شرعيًا من الجماعات التي تحمل هذا العدوان على المجتمعات، وتصادر كل المستقبل، ولا يسعون أبدًا من وراء هذا التجديد المطلوب إلى المساس بالثوابت، والأركان، والأصول.

  • أهل السلطة الدينية والقداسة الروحية لا يريدون منح مثل هؤلاء أية فرصة للدخول إلى هذه القلعة المحصنة (قلعة الدين)، ويرون أن التفريط الأول لن يكون الأخير، بل إن التنازل سيتلوه تنازلات أخرى عديدة، تأتي على كل المقدس لا محالة، سيطال هذا المساس- إن حدث- أطراف عباءاتهم الوظيفية في التحليل الأخير، ومن ثم وإبراءً للذمة- بحسب اعتقادهم- فقد أطلقوا رأيهم من مسألة التجديد للخطاب الديني غير عابئين: (فليكن التجديد في بيت الوالد، وأن الحداثة التي تصدعوننا بها لا مكان لها في الدين)، وانتهت المسألة لديهم عند هذا الحد... لاتجديد في الخطاب...!!!

وبعد،،،

فإن هذا (التقرير الإستراتيجي الآسيوي) في نسخته الأولى، ليعد جهدًا علميًا مخلصًا حاول صاحبه إعطاء تلخيصًا واسعًا، وتحليلات رصينة عن أهم الشواغل السياسية، والإجتماعية، والإقتصادية، والعسكرية، والثقافية عن القارة الآسيوية في بُعدها العربي، دعمًا للدولة المصرية، واستقرارها خلف قيادتها السياسية، في مواجهة المخاطر والتحديات الإقليمية، والدولية، وكذا الدول العربية الشقيقة، والآسيوية الصديقة، في محاولة جادة ومخلصة لاستجلاء العبر من هذا التنوع المعرفي الكبير.

ونحن إذ نشرف بتقديم هذا المحتوى العلمي لمتخذي القرار ومساعديهم، وصناع السياسات، والتوجهات في المؤسسات والجهات المعنية، ومع الإضطلاع بزمام المبادرة هذه، نتطلع لأن يكون العدد القادم من التقرير قد اشتمل على طروحات وآراء، ومساهمات نماذج عديدة من الخبراء، والنخبة الموثوقة في مصر والوطن العربي، والدول الآسيوية ثراء للفكرة وتعزيزًا لرسالتها.

تقرير استراتيجي. اسيا. فتحي العفيفي. المعهد الآسيوي