الخميس 14 أغسطس 2025 09:27 مـ 19 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

خالد مصطفى يكتب: مابين الاعتراف بدولة فلسطين ومحاولات احتلال غزة

العديد من الدول الكبرى باتت تدرك أن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح ضرورة سياسية وأخلاقية خاصة مع تعثر مسار التسوية وتفاقم الأوضاع الإنسانية هذه الخطوة تمثل ضغطاً متزايداً على الاحتلال وتعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية كحق مشروع للشعب الفلسطيني حيث تتحرك رياح السياسة الدولية هذه الأيام في اتجاه يبعث الأمل إذ تتجه العديد من الدول الكبرى نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين اعترافاً بحق تاريخي وقانوني لا يسقط بالتقادم ورسالة واضحة بأن العالم بدأ يستعيد بوصلته الأخلاقية في التعامل مع القضية الفلسطينية وان هذا الزخم الدبلوماسي يعيد إحياء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ويمنح الشعب الفلسطيني سنداً جديداً على الساحة الدولية لكن في المقابل تتحرك إسرائيل في اتجاه معاكس تماماً مستغلة الأوضاع الراهنة لمحاولة فرض سيطرتها على غزة سواء عبر التوغل العسكري أو السعي لفرض واقع جديد على الأرض هذا التناقض يفضح ازدواجية المشهد من جهة فالاعتراف الدولي المتزايد بحق الفلسطينيين في دولتهم ومن جهة أخرى محاولات إسرائيلية لابتلاع مزيد من الأراضي ووأد هذا الحق لذلك تندفع إسرائيل بخطوات محمومة نحو محاولة احتلال غزة وفرض واقع استيطاني
أو أمني جديد في تحد صارخ للإرادة الدولية والقوانين الأممية وكأنها تسعى لإفشال أي أفق سياسي قبل أن يولد إذاً المعادلة اليوم باتت واضحة كلما ازداد الاعتراف بفلسطين زاد جنون الاحتلال لكن التاريخ أثبت أن الشرعية الدولية تصمد أكثر من قوة السلاح وأن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما طال الصراع فالمشهد اليوم يشبه سباقاً بين إرادة الشعوب وشرعية القانون من جهة وغطرسة القوة العسكرية من جهة أخرى والتاريخ يعلمنا أن قوة الاحتلال حتماً إلى زوال أما الحقوق المشروعة فتبقى تتجذر في وجدان أصحابها حتى تتحقق مهما طال زمن الظلم على الرغم من أننا نعيش الآن فى مشهد غريب يحتوى على مفارقات تاريخية فبينما تتجه كبرى دول العالم نحو الاعتراف بدولة فلسطين في خطوة تمثل انتصاراً للحق وإقراراً بشرعية النضال الفلسطيني، تمضي إسرائيل في طريق معاكس تحاول بكل ما أوتيت من قوة احتلال غزة وفرض أمر واقع جديد يطمس ملامح أي حل عادل وهذا الاعتراف الدولي المتزايد ليس مجرد موقف سياسي بل هو تحول استراتيجي يضع الاحتلال في عزلة أخلاقية وقانونية غير مسبوقة ويؤكد أن العالم بدأ يعي أن فلسطين ليست قضية إنسانية فحسب بل قضية تحرر وحق وكرامة إسرائيل اليوم تقف في مواجهة تيار التاريخ فالدبابات قد تقتحم الأرض لكنها
لا تستطيع اقتلاع الحق من قلوب أصحابه كل رصاصة تطلقها إسرائيل على غزة تزيد من رسوخ القناعة العالمية بأن هذا الاحتلال إلى زوال وأن علم فلسطين سيُرفع يوماً على أرضها كاملة من النهر إلى البحر مهما طال الليل فالمشهد الحالي يثبت أن الاعتراف بفلسطين ليس مجرد خطوة رمزية بل أداة ضغط حقيقية قد تغير ميزان القوى على الأرض وتمنح الفلسطينيين دفعة نحو الحرية والاستقلال لأن الاعتراف بفلسطين لم يعد شعاراً أو ورقة سياسية بل تحول إلى أداة نضال دبلوماسي تعزز صمود الشعب الفلسطيني وتفتح الطريق نحو محاسبة الاحتلال وترسيخ الحلم الذي طال انتظاره فلسطين حرة مستقلة على كامل ترابها الوطني إن الاعتراف بفلسطين هو بداية نهاية الاحتلال ومعه يظهر صوت العالم وهو يقول بوضوح الحرية لفلسطين والعدالة لكل من دفع حياته ثمناً من أجلها