سراج الدين.. رجل يبجله التاريخ ويحترمه خصومه
بقلم : علاء الدماصى
" أدعم حرية الصحافة " …مقولة لو قرأتها لأحد المسؤولين في هذه الايام ربما تشعر أنها مجرد استهلاك إعلامي وسياسي يخلوا من روح العمل ، لكن حينما يقولها الباشا كما يطلقون عليه لكونه كان كبيرا في أفعاله حكيماً في أقواله، متواضعاً في حديثة مع البسطاء ، شامخاً في النقاش مع الوزراء والوجهاء لها صدى في في قلب التاريخ ، أتحدث عن شخصية تاريخية وسياسية مخضرمة وفريدة من نوعها ، فعبر تحليل موضوعي لبعض ما كتبه المعاصرين عن فؤاد باشا سراج الدين أكد كل من يختلف ويتفق معه أنه كان شخصية وطنية من الطراز الأول .
كان الراحل فؤاد سراج الدين القائد الظل خلف مصطفى النحاس باشا، شامخاً في صموده وفي مرضه وفي سجنه وفي كل تقلبات حياته ، وهو أول من عارض دخول مصر في حرب 1948 لشعور بعدم جاهزية مصر لهذه وتبين للجميع أنه صائب الرؤية ، بعد النتائج المحزنة أثر تنفيد القرار ، ونجح بحنكته وحكمته الإدارية الفطرة في إدارة عدة ملفات حكومية في فترات متعاقبة، حيث تولى عدد من الحقائب الوزارية ومنها وزيرا للزراعة في 31 مارس سنة 1942 وكان أصغر الوزراء سننا حينها، وأيضا وزيرا للشئون الاجتماعية ثم وزيرًا للداخلية في يوليو سنة 1942، وأصبح وزيراً للمواصلات في يوليو سنة 1949، ثم وزيرًا للداخلية في 12 يناير سنة 1950 وفي نوفمبر من نفس السنة ، أضيفت إليه وزارة المالية.
إنني اتحدث عن شخصية سياسية مخضرمة كان يمتلك قدرة فريدة على طرح وتنفيذ الأفكار الوطنية الإيجابية، فنجح في أصدر قانون الكسب غير المشروع، و قانون تنظيم هيئات الشرطة، بجانب قوانين العمال عام 1943، وقانون النقابات العمالية، فضلاً عن قانون عقد العمل الفردي، قانون الضمان الاجتماعي، وقانون إنصاف الموظفين ، وله الفضل في إصدار أول قانون لتنظيم نقابات العمال عندما كان وزيرًا للشؤون الاجتماعية، وطالب بمجانية التعليم قبل ثورة 1952.
حينما اتحدث عن فؤاد باشا سراج الدين ، أتذكر عيد الشرطة الذى يحل علينا في 25 يناير من عام، وذلك بعد أن وقع اختياره على هذا اليوم بسبب رفض الإنذار البريطاني، وكان المحرك الأساسي للوفد لإلغاء معاهدة 1936 وبدء حركة الكفاح المسلح في منطقة القناة ضد قوات الاحتلال البريطاني.واستطاع ان يحقق نصر تاريخي على الانجليز، تمثل في تأميم البنك الأهلي الإنجليزي وتحويله إلي بنك مركزي ، فرض سراج الدين ضرائب التصاعدية على كبار ملُاّك الأراضي الزراعية ، عندما كان وزيرًا للمالية سنة 1950 برغم كونه هو واسرة من كبار الملاك في مصر آنذاك.
وفي عام 1978 ، عاد حزب الوفد للحياة السياسية بعد نضال ومصابرة سنوات من قبل سراج الدين ، بقرار من الرئيس السادات وحينما أصبح رئيسًا له حتى وفاته في 9 أغسطس 2000 ، بعد أن ترك أقكار وموافق تعد سراجاً مضيئا يهتدي به الساسة الوطنيين .
ثمرات الفكر
الثروة يمكنها أن تحدد موقعك الجغرافي ووتعزز شكلك الاجتماعي، ولكن مواقفك وخطواتك فقط هي من تحدد اثرك الاجتماعي ووجودك في التاريخ سواء في القمة او في القاع.