الأربعاء 23 يوليو 2025 02:24 مـ 27 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أخبار مصر

مصر تؤكد ريادتها الأفريقية في تعزيز السلم والأمن ومواجهة التحديات الإقليمية

مصر تؤكد ريادتها الأفريقية في تعزيز السلم والأمن ومواجهة التحديات الإقليمية

الدور المصري في مجلس السلم والأمن الأفريقي.. دراسة في الاستراتيجية والآثار

في إطار سعيها الدائم لتعزيز تواجدها الفاعل في القارة الأفريقية، تواصل مصر، ممثلة في قيادتها ودبلوماسيتها، الاضطلاع بدور محوري في صون السلم والأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، ومعالجة الأزمات الإنسانية.

ويأتي ذلك في ظل تولي القاهرة رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي في أكتوبر 2024، واستمرار جهودها الدبلوماسية النشطة لحل الصراعات، وفي مقدمتها الأزمة السودانية والصومالية.

فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في عام 2014، أولت مصر اهتمامًا كبيرًا بالعمق الأفريقي، وهو ما تجلى في حضوره المستمر للفعاليات الأفريقية، وزياراته المتعددة لدول القارة، فضلاً عن تعزيز التعاون والتكامل، وخاصة خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في 2019.

تتمثل المساهمة المصرية في حفظ السلم والأمن في أفريقيا في محاور عدة، أبرزها، حسب دراسة لمركز فاروس للداراسات، أبرزها المشاركة في بعثات حفظ السلام: تتواجد القوات المسلحة المصرية بقوة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في دول مثل مالي وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية.

ومؤخرًا، أعلنت مصر مشاركتها في البعثة الجديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال (أوصوم) اعتبارًا من يناير 2025، ثم رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي: تولت مصر رئاسة المجلس في أكتوبر 2024، وذلك بعد انتخابها بالإجماع لمقعد لمدة عامين (2024-2026) كممثل عن إقليم شمال أفريقيا. تعكس هذه الرئاسة ثقة دول القارة في جهود مصر والتزامها بتعزيز الاستقرار. وقد ركزت مصر خلال رئاستها على قضايا محورية مثل العلاقة بين السلم والأمن والتنمية، وتمويل عمليات السلام الأفريقية، ومكافحة الإرهاب، والوضع الإنساني.

ويأتي بجانب ذلك مكافحة الإرهاب، حيث تلعب مصر دورًا هامًا في مكافحة الإرهاب في القارة، مستفيدة من تجربتها الرائدة في هذا المجال. تسعى القاهرة إلى استصدار قرارات تعكس رؤيتها في تفكيك الخطاب المتطرف وتجفيف منابع التجنيد، وخاصة في مناطق الساحل والقرن الأفريقي.

وتعتبر الصومال دولة ذات أهمية جيواستراتيجية لمصر وأمنها القومي. وقد برز الدور المصري في دعم الصومال مؤخرًا من خلال، دعم سيادة الصومال على موانئها حيث رفضت مصر بشكل قاطع مذكرة التفاهم غير الشرعية التي سعت إثيوبيا لعقدها مع إقليم أرض الصومال الانفصالي للوصول إلى ميناء بربرة. وأكدت القاهرة دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيها ومواردها، وكذا المشاركة في بعثة حفظ السلام الجديدة (أوصوم)، فأعلنت مصر مشاركتها بقوات في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لحفظ السلام في الصومال، مستفيدة من خبرتها الطويلة في عمليات حفظ السلام والتجربة المصرية الناجحة في مكافحة الإرهاب. تهدف هذه المشاركة إلى دعم مؤسسات الدولة الصومالية في مواجهة حركة الشباب الإرهابية وتعزيز الاستقرار.
ولا يقتصر الدور المصري في دعم أشقائها الأفارقة على الجانب الأمني فحسب، بل يمتد ليشمل البعد التنموي من خلال المشروعات التنموية الكبرى، مثل مشروع "سد جوليوس نيريري" في تنزانيا. كما تشارك مصر بفاعلية في عمليات إعادة الإعمار بعد الصراعات، وتستضيف مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد الصراعات.

تؤكد هذه الجهود مجتمعة رغبة مصر الدائمة في التعاون والتكامل مع دول القارة الأفريقية، انطلاقًا من مبدأ تحقيق المصلحة المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في جميع أنحاء أفريقيا.