الخميس 17 يوليو 2025 08:01 مـ 21 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

خالد مصطفى يكتب: رسالة لمن أُحب

نعم لقد أدركت ان الكل يحبك لكنى لاحظت
ان من حولك هو من يؤذيك فهم يبتسمون
في وجهك ويغرسون خناجرهم في ظهرك حين تدير ظهرك يقولون وينقلون لك كلاماً جميلاً لكن أفعالهم تنزفك من الداخل بصمت يمدّون لك أياديهم لمصافحتك لكنهم في الخفاء يسحبون منك الأمان ما أقسى أن يكون الجرح من القريب
وأن تتلقى الطعنات من أولئك الذين يفترض
أن يكونوا سنداً لا عبئاً عليك
فأنت تبدو محاطاً بينابيع مليئة بالحب لكنك تعيش وحيداً وسط الزيف والخديعة
ياعزيزى
ليس كل من ادعى الحب صادقاً فمنهم
من يحب وجودك لا لذاتك ومنهم من يحب مصلحته فيك و لا يحب الحب الساكن فى قلبك
ومنهم من يحبك حين تكون ضعيفاً أمامهم
حتى لا تستطيع ان تنافسهم على الضوء
فاحذر وميّز بين من يحبك لوجه الله
ومن يتقن التمثيل عليك في مسرح العلاقات
واعلم أن من يُسيء إليك سراً لن يُحبك أبداً بالصدق علناً نعم الكل يحبك ولكن الكثير من حولك يُسيئون إليك فهم من تسببوا فى تدمير العلاقة بينك وبين رموز كبيرة بالحزب يُشهد
لها بالإحترام وقد إبتعدوا جميعاً عنك ليس كرهاً فيك ولكن كرهاً فى تصرفات من حولك فأنت بالنسبة لمن تركوك من الأصدقاء مازلت رمزاً كبيراً على الرغم من إتساع المسافات بينكم الآن يا لها من مأساة أن تُحب بصدق وتُؤذى
من أقرب الناس إليك
أن تمدّ يدك بالخير فتعود إليك مثقلةً بخناجرهم الصغيرة فحينما تكون طيباً صافي النية تؤخذ على أنك شرير وأنانى على عكس الصورة الحقيقية فأنت الذى تُصغي لشكوى
من حولك وتواسي ضعفهم لكنك تظهر في النهاية بأنك الجاني عند أول اختلاف فمن حولك يتغنون دائما ويقولون بإنك المحبوب لكنهم يتجاهلون وجعك ويُسيئون الظن في نيتك
ويستكثرون حتى أن يسألوا هل أنت بخير
فتذكرني دائما وتذكر ان الخذلان لا يأتي
من بعيد و الطعنة الحقيقية لا تأتي أبداً
من عدو بل من ذلك الذي ظننته يوماً أخاً
و صديقاً و سنداً ذلك الذي دخل قلبك بلا استئذان ثم كسره على مهل دون أن تشعر
فلا تظن أن كثرة المحيطين بك تعني أنك لست وحيداً أحياناً الجدران أحنّ من كثير من البشر
والصمت أصدق من كلماتهم والبعد أرحم
من القرب المُزيّف
أرجوك
ابقَ نقياً كما أنت و لكن لا تكن طيباً لهذه الدرجة
امنح قلبك لمن يستحقه لا لمن يحمله مؤقتاً
وكن مع الله دائماً فهو لا يُسيء ولا يترك
ولا يخون وأكرر كلماتى لمسامعك مرة أخرى
فهم يقولون إنهم يحبونك لكنهم يجرحونك
كل يوم دون ندم لأن أقسى ما في الحياة
أن تعيش بين من يدّعون حبك لكنهم كلما اقتربوا منك أكثر اقتطعوا جزءً منك مهما
كانت الابتسامة والثقة والحلم أو حتى الكرامة
فهم يضحكون معك وفي داخلهم ضيق ضخم من نورك وظهورك وتألقك يمدحونك أمامك
لكنهم يقتلون سيرتك خلف ظهرك يصفقون
لك في حضورك لكنهم يسحبون الكرسي من تحتك في غيابك هم لا يكرهونك علناً بل يحبون أن يبدون أفضل منك فيسرقون فرحك خلسة
ويصغرونك بالكلمات فى غيابك حتى تظل
تحت السيطرة فى الخط المرسوم لك بعناية
ياصديقى العزيز
فأنت أحياناً لا تحتاج إلى عدو فكفى بك أن
تُحاط بمحبين زائفين يُحسنون الطعن فيك
بإسم الغيرة ويُبرّرون الإساءة إليك تحت شعار نحن نحبك ياريس فلا تصدق كل من قال أنا معك فالبعض معك حين تكون مكسوراً
لأنه يخافك حين تنهض فكن قوياً ليس لأنك
لا تتألم بل لأنك قررت أن تُغلق بابك وتمنع
الريح التي تأتيك بثوب الود وتحمل في جيبها رمادك ان الحب الحقيقي لا يُؤذي والمحب الصادق لا يُشككك في نفسك ولا يُطفئ نورك
ولا يُقلل من شأنك فإما قلوب ترفعك
أو عزلة تحفظك وتخطفك ممن يحبونك
وهذا مايحدث معك الآن فحاول أن تثق
في من لم يخنك حين أُتيحت له الفرصة
في من اختار ألّا يؤذيك رغم قدرته على ذلك
في من حافظ عليك في غيابك كما يفعل
في حضورك فالثقة ليست غفلة
لكنها امتنان لمن اختار الوفاء على الرغم من قسوة هذا العالم فأحياناً يكفي أن نمنح قلوبنا فرصة جديدة مع من أثبتوا بأفعالهم أنهم يستحقونها في هذا العالم المزدحم بالوجوه
من النادر أن تجد من يحمل لك الخير خالصاً لوجه الله لا طمعاً ولا مصلحة ولا خوفاً
فإذا وجدت من كان بإمكانه أن يؤذيك
لكنه آثر السلام معك ومع نفسه وستر غيبتك وحفظ مقامك فذلك شخص نادر لا يجب
أن تفرض فيه لأن الثقة ليست منحة من قلبك لمن يبتسم بل أنها هبة لمن أثبت في غيابك
ما لا يستطيع غيره إثباته في حضورك
فبعض القلوب النقية لا تعرف الطعن
وإذا مرّ بك مثلها فأمسك بها و بقوة
فهى لا تتكرر فهناك من يمرّ بك مرور الغريب
وهناك من يقف على حافة قلبك و يرى ضعفك
ولا يطعن يرى عثرتك ولا يشمت ذلك هو
الإنسان الذي لا يُشترى ولا يُباع ولا يُعوض
ثق فقط بمن اختارك في صمت الزحام
وبمن دعا لك في الخفاء وبمن خاف عليك
من نفسه فآثر أن يكون رحيماً معك
هؤلاء ياعزيزى لا يصنعهم الكلام بل المواقف حين يشتد البلاء وتنكشف الوجوه
فإن وجدت شخصاً لم يخنك ولم يطعنك
ولم يخذلك فأنت أمام جوهرة نادرة
وخير ما تفعل أن تحفظه كما تحفظ النور
في العتمة فلا تمنح ثقتك لمن يُجيد الكلام
بل لمن صمت عن أذيتك حينما كان يستطيع