الأحد 13 يوليو 2025 12:04 مـ 17 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

اقتصاد

وفيق نصير في حوار خاص: الغبار النووي ليس شبحًا.. بل خطر صامت يهدد الأرض وواقعًا يجب التعامل معه

د. وفيق نصير
د. وفيق نصير

الغبار النووي.. التهديد غير المرئي وآليات الحماية

نصير: لا تستخفوا بالغبار النووي.. إنه يهدد الحياة

عضو العالمي للبيئة: التلوث الإشعاعي لا يُرى لكنه يقتل ببطء

الغبار البيئي أو "السقوط الإشعاعي" هو أحد أشكال التلوث الجوي الذي يتكوّن من جزيئات صلبة دقيقة تنتشر في الهواء نتيجة عوامل طبيعية كالرياح والعواصف الرملية، أو بفعل الأنشطة البشرية مثل الصناعات والانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود، وبرغم صغر حجمه، إلا أن تأثيره كبير، إذ يمكن أن يخترق الجهاز التنفسي مسببًا أمراضًا مزمنة كالحساسية والربو والتهابات الرئة، وقد يتفاقم خطره عند احتوائه على مواد سامة أو مشعة، فالغبار البيئي لا يقتصر ضرره على الإنسان فحسب، بل يمتد ليؤثر سلبًا على البيئة، الزراعة، وجودة المياه والهواء، مما يجعله تحديًا بيئيًا وصحيًا يجب التعامل معه بوعي وإجراءات وقائية فعّالة.

وفي هذا اللقاء، نتحاور مع الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة حول أحد أخطر أشكال التلوث البيئي المعاصر، وهو الغبار النووي، الذي يشكل تهديدًا مستمرًا للإنسان والبيئة على حد سواء، كيف يتكوّن؟ كيف نكتشفه؟ وكيف يمكن الوقاية من أخطاره؟ إليكم تفاصيل هذا الحوار:

ما هو الغبار النووي بالتحديد؟

الغبار النووي، أو ما يُعرف بالسقوط الإشعاعي، هو جزيئات دقيقة ملوثة بالإشعاع تنتشر في الهواء بعد انفجار نووي أو حادث تسرب من مفاعل أو منشأة نووية، وهذه الجزيئات قد تهبط على الأرض وتلوث التربة والماء والهواء، وقد تبقى آثارها لسنوات طويلة، مسببة مخاطر صحية وبيئية جسيمة.

هل يستطيع الناس العاديون معرفة ما إذا كانت الأجواء ملوثة بالغبار النووي؟

الغبار النووي لا يُرى ولا يُشم، لذلك لا يمكن كشفه بالحواس، ومع ذلك، هناك مؤشرات قد تثير الشك، مثل التحذيرات الرسمية من الجهات المعنية، أو ملاحظة حالات مرضية غير معتادة مثل الغثيان المفاجيء أو حروق جلدية غامضة.

كما أن نفوق الحيوانات أو تلف النباتات قد يكون دليلًا غير مباشر، لكن يبقى الاعتماد الأساسي على أجهزة قياس الإشعاع مثل عدادات "جايجر".

ما هي خطوات الوقاية في حال وقوع حادث إشعاعي؟

أولًا، يجب دخول الأماكن المغلقة فورًا، مع إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام.

ومن الضروري تغطية الأنف والفم بقطعة قماش مبللة أو كمامة لتقليل استنشاق الجزيئات المشعة.

كذلك، يجب نزع الملابس الخارجية وغسل الجسم بالماء والصابون.

وفي بعض الحالات، تُوزع أقراص يوديد البوتاسيوم لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، خاصة لدى الأطفال.

ويجب تجنب تناول الطعام أو الماء غير المغلف بإحكام.

وكيف تختلف هذه الإجراءات عن الوقاية من المخاطر البيولوجية كالأوبئة؟

الوقاية من المخاطر البيولوجية تركز على منع انتقال العدوى، مثل ارتداء الكمامات الطبية، غسل اليدين، تجنب الأماكن المزدحمة، والتطعيم.

أما في حالة الغبار النووي، فالأولوية هي العزل الفوري، تقليل التعرض، واستخدام تدابير خاصة مثل أقراص اليود.

الفارق الجوهري أن الإشعاع لا ينتقل مثل الفيروس، لكنه يخترق الأجسام ويسبب تلفًا مباشرًا للخلايا.

ما هي رسالتك الأخيرة للناس حول هذا الموضوع؟

الوعي هو خط الدفاع الأول. يجب أن يدرك الناس خطورة الغبار النووي، وضرورة الاستماع لتعليمات الجهات الرسمية في حال وقوع أي حادث، فالتلوث الإشعاعي ليس مؤقتًا، بل قد يستمر لعقود، ولهذا فإن الوقاية المبكرة والالتزام بالإجراءات هما السبيل لتقليل الأضرار الصحية والبيئية.

الخلاصة

الغبار النووي يمثل أحد أخطر أنواع التلوث، إذ يصعب اكتشافه ويهدد الصحة والبيئة لسنوات طويلة، والوقاية منه تعتمد على العزل السريع، وإجراءات خاصة مثل تناول اليود، بينما الوقاية من المخاطر البيولوجية تركز على منع انتقال الكائنات الممرضة، ويبقى وعي العامة واتباع التعليمات الرسمية العامل الأهم في تقليل الأضرار في كلتا الحالتين.