خالد مصطفى يكتب: إسرائيل تضرب عمق إيران

شنّت إسرائيل هجوماً جوياً واسعاً على إيران تم تسميته رسمياً بعملية الأسد الصاعد استهدفت خلالها منشآت نووية وعسكرية وشخصيات قيادية إيرانية بارزة لقد تمت الضربات الدقيقة والمكثفة بصورة غير مفاجئة لأن العالم كله كان يعلم ان اسرائيل سوف تنفذ عملية عسكرية مبدئية ضد إيران حيث وصلت الضربات الجوية لحوالي عشرات من المواقع داخل إيران بينها مواقع نووية كبرى مثل نطنز وخورم آباد إضافة إلى منشآت إنتاج الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وطالت قادة وشخصيات بارزة حيث قُتِل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إلى جانب قادة اخرون وستة من العلماء النوويين منهم فريدون عباسي‑دواني ومحمد مهدي ترنجي من يتابع الصراع الإسرائيلى يجد أن الجانب الصهيونى إستهدف خلال ال 15 عاماً الماضية ١٣ عالم نووى ايرانى لكن قتل ستة من كبار العلماء الإيرانيين خلال ضربة واحدة كشف عجز الدفاعات الجوية الإيرانية وأثبت أن ايران قد تكون مستهدفة من الداخل انتظر العالم خلال الساعات الماضية رد الفعل الإيرانى حيث فاجأتنا القوات المسلحة الإيرانية بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة (درون) نحو إسرائيل لكن تم اعتراضها للأسف كالعادة نفت الولايات المتحدة مشاركتها مباشرة في الهجوم واكتفت بمراقبة وتعزيز حماية قواتها في المنطقة لكن لن تستطع إسرائيل شن هذا الهجوم إلا بتنسيق تام مع الولايات المتحدة التى زودتها بصور للأقمار الصناعية وتحديد لكل الأماكن التى طالتها الضربة الجوية الإسرائيلية
ان العملية العسكرية الواسعة النطاق ضد أهداف استراتيجية داخل العمق الإيراني كانت هجوماً دقيقاً ومدروساً استهدف مراكز نووية وقواعد صاروخية وقيادات رفيعة في الحرس الثوري لتدخل هذه الضربة المنطقة
في واحدة من أكثر لحظاتها اشتعالاً منذ
حرب الخليج
لو تطرقنا لتفاصيل الضربة سنجد انطلاق عشرات المقاتلات الإسرائيلية من قواعد داخل إسرائيل وربما من دول حليفة لم يُعلَن عنها حتى الآن لتنفيذ ضربات خاطفة استهدفت منشآت نووية رئيسية في نطنز وفوردو ومراكز أبحاث
في خنداب وكانت الضربة مباشرة للعمق الأمني والعلمي الإيراني حيث تم تدمير مواقع لإنتاج الصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية مما يشير إلى نية إسرائيل تحجيم قدرات إيران على الرد السريع أو التصعيد المباشر
الكل يعلم ان العملية تأتي في ظل تقارير استخباراتية غربية تحدثت عن تسارع إيراني
في تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 90%
وهو ما اعتبرته إسرائيل خطاً أحمر كما أن عام 2025 شهد تصعيداً نوعياً في هجمات إيرانية غير مباشرة ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر وسوريا مما جعل الضربة رداً استباقياً في نظر تل أبيب اما بالنسبة لتأثير الضربة على منطقة الشرق الأوسط نجد ان المنطقة تقف على حافة هاوية جديدة إيران لن تصمت طويلاً لكن ردها سيكون محسوباً تفادياً لحرب شاملة ومن المرجّح أن نشهد تصعيداً عبر حزب الله
أو الحوثيين أو حتى هجمات سيبرانية مكثفة
ولقد اصبحنا مقتنعين بان الاعتداء الإسرائيلي على إيران ليس مجرد غارة عسكرية بل إعادة رسم لمعادلات الردع في الشرق الأوسط
ولأول مرة منذ عقود يتم استهداف قلب إيران العسكري والعلمي مباشرة السؤال الأهم
هل سترد إيران بل متى؟ وكيف؟ والإجابة قد تحمل معها شرارة مواجهة إقليمية كبرى
قد لا تبقى محصورة بين طهران وتل أبيب
اذاً لم تكن العملية الاسرائيلية مجرد عملية جوية كانت رسالة وكانت في الوقت ذاته اختباراً حقيقياً أو بروفة لإشعال الموقف فى المنطقة برعاية أمريكية وقد أصبحنا فى لحظات معدودة امام معادلة مختلفة للنزاع لان سرب الطائرات المقاتلة المتقدمة من طراز F-35 وF-15 انطلق من قواعد مجهولة ليضرب أهدافاً إيرانية بحرفية جراحية وتحولت مواقع التصنيع والتطوير الإيراني إلى رماد سان وأوصلت اسرائيل رسالة واضحة لإيران بأن لا أحد
محصن حتى في عمق طهران
حيث انكشف الستار فجأة عن إيران الأكذوبة
أو القلعة التي طالما تباهت بالرد السريع حيث
وجدت نفسها أمام معادلة جديدة العدو دخل الدار دم القادة سال على الأرض لكن الصواريخ
لا تزال في صوامعها كلنا نعلم بأن إيران ليست دولة الرد المباشر إيران تُتقن فقط حرب الظلال
أو الحروب بالوكالة والكل يترقب الآن
هل يشتعل جنوب لبنان هل تشتعل قواعد أمريكا في العراق هل يُغلق مضيق هرمز
هل تخترق الصواريخ السيبرانية تل أبيب قبل أن تنطلق من منصاتها العالم كله يترقب التمثيلية
الإيرانية القادمة حيث نترقب جميعاً ماسوف يحدث كالعادة نفت الولايات المتحدة علمها
أو مشاركتها فى الهجوم لكنها لم تدين العملية
أما الصين فتدعو للتهدئة وروسيا تعتبر الضربة استفزازاً والدول العربية تلوذ بالصمت لأن ألسنة النار أقرب منها مما تبدو على خرائط الأخبار ان ما حدث فجر 13 يونيو ليس فقط عدواناً أو عملية نوعية إنه إعلان بأن قواعد الاشتباك قد تغيّرت فى الشرق الأوسط إسرائيل لم تعد تنتظر في الظل وإيران لن تغفر ما حدث
في قلبها لكن السؤال ليس فقط في الرد
بل في الثمن المحتمل هل سيدفعه الشرق الأوسط بأكمله أم نحن أمام إعادة صياغة
للشرق الأوسط الجديد بالقنابل بدل المفاوضات