”مسجد أحمد بن طولون” تحفة معمارية شامخة في قلب القاهرة
مسجد أحمد بن طولون
إيهابحبلص
يقف مسجد أحمد بن طولون شامخًا وشاهد على عظمة الحضارة الإسلامية في مصر، فهو ليس مجرد مكان للعبادة بل تحفة معمارية فريدة من نوعها، يأسِرُ بجمال تصميمه وروحانيته الزائرين من كل حدب وصوب.
يُعد هذا المسجد، الذي أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في عام 876 ميلادي، ثالث أقدم مسجد جامع بُني في مدينة الفسطاط التي أصبحت فيما بعد جزءًا من القاهرة.
يتميز بتصميمه الفريد المستوحى من طراز سامراء في العراق، حيث يبرز مئذنته الحلزونية الشاهقة التي تُعد من أبرز معالمه المعمارية وأقدم مئذنة باقية في مصر.
يمتد المسجد على مساحة واسعة تبلغ حوالي ستة أفدنة، ويتكون من صحن واسع تحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة. يتميز المسجد ببساطة تصميمه واستخدامه للطوب الأحمر في البناء، وتزين جدرانه الخارجية نقوش جصية بديعة تحمل زخارف هندسية ونباتية دقيقة.
يحتوي المسجد على ستة محاريب، أكبرها المحراب الرئيسي المجوف والمزين بزخارف رخامية ونقوش كتابية رائعة تشير إلى القبلة. كما يضم المسجد نافورة مياه في وسط الصحن تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية.
لم يكن مسجد أحمد بن طولون مجرد مسجد للصلاة، بل كان مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية في عصره. كان يُستخدم لعقد الاجتماعات والاحتفالات الدينية، كما كان يُدرس فيه العلوم المختلفة.
واليوم، لا يزال مسجد أحمد بن طولون يستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون للاستمتاع بجمال عمارته وتاريخه العريق. إنه بحق معلم بارز يجسد عظمة الفن الإسلامي ويحكي قصة حضارة عريقة ازدهرت على أرض مصر.
زيارة مسجد أحمد بن طولون هي رحلة عبر الزمن، وفرصة للتأمل في جمال وروعة العمارة الإسلامية في عصرها الذهبي. إنه مكان يبعث على السكينة والروحانية، ويترك في النفس أثرًا لا يُنسى.