2026/1956. والقدر المختوم
بقلم : طارق محمود ناصر
الصراع المحتدم بين الصين و أمريكا هو صراع حتمي الحدوث و لو لم يحدث الآن سيحدث لاحقا فى الأعوام القليلة القادمة.
لسنوات مضت كان خبراء المال و الاقتصاد يؤكدون ان الصين قادمة فى الطريق لتتبؤ قمة العالم و تتفوق علي الولايات المتحدة الأمريكية و ان هذا الموضوع حتمي الحدوث اذا استمرت الأوضاع و الظروف المحيطة علي نفس الوتيرة.
الغريب و المدهش ان رؤساء أمريكا الواحد تلو الاخر لم يعلنوا عن اى سياسة مضادة لتفادى هذا التفوق الصيني.
بل العكس هو ما حدث سلموا ذقنهم للتنين الصيني بسبب استهتار الإدارات المتعاقبة و المكاسب المالية المتدفقة التي تدخل أمريكا عن طريق شركاتها العملاقة التي استغلت العمالة الصينية الرخيصة.
و تناسوا فى نشوة المكاسب المالية الضخمة انهم بذلك مسألة وقت فقط و تحتكر الصين كل الصناعات الهامة و غير الهامة غير عابئين بشئ سوى المكاسب المالية و غضوا الطرف ان الصين ستكون لها اليد العليا و تتحكم فى كل مناحي الحياة ليس فقط فى أمريكا بل فى العالم و لذلك يطلقون عليها الآن انها مصنع العالم.
يقينا هذا عار ان تكون الصين مصنع العالم الأوحد و ليس لأمريكا فقط بل للعالم أجمع حتي اننا فى مصر مثلا تندرنا يوما ما و لا زلنا علي ان الصين تصنع لنا السبح و سجاجيد الصلاة و فوانيس رمضان.
الجشع و الطمع الذى عمي قلوب رجال الأعمال الأمريكان و علي رأسها الشركات الكبري هو ما اوصل أمريكا و العالم الأجمع لهذة اللحظة المفصلية....و لكن أين كانت الحكومات الأمريكية المتعاقبة؟.......كانت فى سبات عميق.
ثم جاء ترامب و قرر ان يرقص رقصة الموت الأخيرة و لا ينتظر البلي بل ذهب إلية بقدمية علي أمل أخير بانقاذ أمريكا من المصير المحتوم بحسب الخبراء و الذين حذروا منة مرارا و تكرارا بأن الصين صاعدة لا محالة.
و قرر بيدي لا بيد الصين فى محاولة أخيرة ربما تكون متأخرة لإنقاذ أمريكا.
و الحقيقة ان ما يفعلة ترامب الآن لابد و أكرر لابد ان يكون محسوبا و الا فأنة سيعجل بلحظة صعود الصين.
ببساطة ترامب قرر الاعتماد علي الذات. لأن ما يفعلة سيجعل البضائع الأساسية بها شح فى الأسواق الأمريكية مما سيعلي الأسعار و بالتالي التضخم أيضا.
فهل خطتة التي ينتهجها بها من أين البديل لتلك البضائع؟ هل حدد من أين سيستورد ما يحتاجة السوق الأمريكي بديلا عن المنتجات الصينية الرخيصة و هل سيستطيع إقامة كل الصناعات الداخلية الأمريكية فى زمن وجيز؟ أم النتائج ستكون كارثية.
ان ما يحدث الان هو لحظة فارقة فى عمر التاريخ و الامبراطوريات و القوى العظمي فى العالم.
ان عام 2026 هو عام مشابة فى التاريخ لعام 1956 و الذي أعلنت فية رسميا انتهاء بريطانيا كقوى عظمي فى العالم لتصبح بعدها مجرد دولة قوية فقط و ليست عظمي.
إن عام 2026 سيكون بداية فصل جديد فى التاريخ.....أما ان تعلن أمريكا تفوقها الساحق الذى سيضمن لها المكوث علي قمة العالم ربما لمائة عام قادمة او تصعد الصين لتزيح أمريكا من قوى عظمي لدولة قوية فقط غير عظمي و يصبح العالم رهينة فى ظل الاعتمادية الاقتصادية علي مصنع العالم المحتكر الأوحد الملقب "بالصين".......دعونا ننتظر التوقيت الذى اعلنة ترامب 4 يوليو 2026 ....و هو مرور 250 عام علي ميلاد الولايات المتحدة الأمريكية للكون.