الأحد 4 مايو 2025 12:21 مـ 6 ذو القعدة 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

نور يانغ إعلامي صيني

الصين و الطاقة الجديدة في أفريقيا

من مزايا السلسلة الصناعية الصينية أنها تعزز تطوير أسواق الطاقة الجديدة في أفريقيا.

على خلفية التحول العالمي في مجال الطاقة، ورغم امتلاك أفريقيا لموارد وفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن العديد من المناطق لا تزال تواجه نقصاً خطيراً في الطاقة بسبب تأخر بناء البنية التحتية وعدم كفاية الاستثمار ونقص المواهب الفنية. وبحسب البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، فإن حوالي 60% من سكان أفريقيا لا يحصلون على إمدادات كهرباء مستقرة. ومع ذلك، مع نمو الطلب العالمي على الطاقة النظيفة، فإن التطور السريع للطاقة الجديدة وخاصة تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية وتخزين الطاقة، قدم لأفريقيا فرصا هائلة، وأصبحت مزايا السلسلة الصناعية الصينية في هذا المجال قوة دافعة رئيسية لتطوير سوق الطاقة الجديدة في أفريقيا.

باعتبارها أكبر بلد تصنيع الطاقة الكهروضوئية في العالم، تتمتع الصين بسلسلة صناعة الطاقة الكهروضوئية كاملة ومزايا من حيث التكلفة، مما يمكنها من احتلال مكانة محورية في صناعة الطاقة الجديدة العالمية. وتغطي سلسلة صناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين كل حلقة من المواد الخام ومواد السيليكون والوحدات الكهروضوئية إلى تكامل النظام، وهي في وضع رائد عالميًا في تكنولوجيا الإنتاج والتحكم في التكاليف وتأثير الحجم. وفقًا لإحصاءات عام 2023، شكّل إنتاج وحدات الطاقة الكهروضوئية في الصين أكثر من 70% من السوق العالمية، كما قدّمت القدرة التنافسية القوية لصناعة الطاقة الكهروضوئية دعماً مهماً للتحول العالمي للطاقة الخضراء.

لا تنعكس مزايا السلسلة الصناعية الصينية في قدرتها الإنتاجية فحسب، بل تنعكس أيضًا في التكامل العميق بين الابتكار التكنولوجي والتعاون الدولي. تعمل الحكومة الصينية بشكل نشط على تعزيز التعاون في مجال الطاقة مع الدول الأفريقية من خلال مبادرة الحزام والطريق وتقدم الدعم المالي والفني. ومن خلال التعاون الوثيق مع الحكومات والشركات الأفريقية، تدخل الصين تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية إلى أفريقيا وتعزّز تنفيذ مشاريع الطاقة الجديدة في العديد من البلدان الأفريقية.

تسهم مزايا الصين في سلسلة صناعة الطاقة الكهروضوئية في تعزيز سوق الطاقة الجديدة في أفريقيا على عدة أصعدة: أولا، تمكّن التكلفة التنافسية للإنتاج الصيني الدول الأفريقية من الحصول على وحدات كهروضوئية عالية الكفاءة بأسعار معقولة، مما يوفر حلاً اقتصادياً فعالاً للطاقة النظيفة.

ثانيا، توفر مزايا السلسلة الصناعية الصينية دعما قويا لبناء البنية التحتية للطاقة في أفريقيا. لا يقتصر إنشاء مشاريع الطاقة الكهروضوئية على مجرد بيع المعدات، بل يشمل أيضًا مجموعة كاملة من الخدمات بدءًا من تصميم النظام وتركيبه وتشغيله وحتى العمليات اللاحقة والصيانة. ومن خلال إنشاء مراكز البحث والتطوير ومنصات الخدمات الفنية في أفريقيا، ساعدت الشركات الصينية الدول الأفريقية على إنشاء نظام كامل لتنفيذ المشاريع وصيانتها، مما عزز بشكل كبير القدرات التكنولوجية المحلية والأسس الصناعية.

ثالثا، يصبح إدخال تكنولوجيا تخزين الطاقة بمثابة اختراق مهم آخر في تطوير سوق الطاقة الجديدة في أفريقيا. وبما أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح متقطعة وغير مستقرة، فإن كيفية تخزين هذه الطاقات الخضراء وتخصيصها بشكل فعال أصبحت قضية رئيسية في تطوير الطاقة الجديدة في أفريقيا. لقد قدمت الاختراقات التي حققتها الصين في تكنولوجيا تخزين الطاقة دعما فنيا مهما لأفريقيا. إن مشاريع تخزين الطاقة للشركات الصينية في أفريقيا لا تحل مشكلة عدم استقرار توليد الطاقة الشمسية فحسب، بل تساعد أيضًا المناطق المحلية على إنشاء أنظمة احتياطي الطاقة وإرسال الطوارئ، مما يحسن مرونة نظام الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، ومع تعميق مبادرة "الحزام والطريق"، تتكامل البنية التحتية للطاقة والسلسلة الصناعية في أفريقيا تدريجيا مع السوق العالمية. وتعزز الصين فتح سوق الطاقة الخضراء المحلية من خلال توفير منتجات الطاقة الكهروضوئية وتخزين الطاقة منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة لأفريقيا، كما توفر فرص التعاون في مجال الطاقة بين أفريقيا والسوق العالمية. وتبدأ أعداد متزايدة من البلدان الأفريقية في جذب الاستثمارات الدولية من خلال مشاريع الطاقة الخضراء لتعزيز التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي.

في موجة التحول العالمي للطاقة الخضراء، لم يساهم تعاون الصين مع أفريقيا في جلب حلول الطاقة المستدامة إلى أفريقيا فحسب، بل تقدم أيضًا مساهمات إيجابية في تحويل هيكل الطاقة العالمي. ومن خلال الجهود المشتركة، لا تستطيع أفريقيا حل مشكلة فقر الطاقة فحسب، بل تستطيع أيضا ضخ حيوية جديدة في عملية التحول العالمي في مجال الطاقة. وفي المستقبل، سيوفر التعاون المتعمق بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة المزيد من نماذج التعاون والنتائج المبتكرة للتنمية الخضراء العالمية وتعزيز عملية التنمية المستدامة العالمية.

نور يانغ. الصين. افريقيا