أنجو بنفسك قبل أن تتزوج؟
بقلم : د . أسماء عبد الفتاح حسين
في الفترة الأخيرة لا يكاد يمر يوم حتى تجد مشكلة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بين عريس وعروسه وبدلا من أجواء الفرح تجد العريس يجر العروسه كالدابه على الأرض أمام المعازيم أو العروس تفتعل مشكلة مع العريس أمام الحضور ويعلوا صوتها بشكل مستفز وأصبح الزواج فكرة مخيفه وسط كل هذا الخلل السلوكي والانحطاط الأخلاقي .
ومؤخرا قامت دراسات عده ببحث أسباب الطلاق الذي يتزايد نسبته بشكل ملحوظ حتى وصلت لحاله طلاق كل ١١٧ ثانيه في عام ٢٠٢٢ ولأن الموضوع بالفعل له أسباب عديدة تستحق الذكر والمناقشة ولكن لست هنا بصدد بحث اجتماعي أو مقاله لسرد اسباب الطلاق أو فشل العلاقة بين أي زوجين في حد ذاته ولكن سأقف عند نقطة واحدة فقط قبل الشروع في الزواج كفيلة بأن تكون مؤشرا لصاحبها أن كانت تلك العلاقة ستنجح أم ستفشل والتي يجب أن يسأل فيها الفرد نفسه قبل أن يقرر، انا شخصيا عندما سألت نفسي جاوبت بالآتي .
شخص ذكي ولا مْريح؟
- مريح
كاريزما ولا مريح؟
- مريح
منصب ولا مريح ؟
- مريح
- غني ولا مريح ؟
- مريح
جميل ولا مريح ؟
- مريح
بتحبه ولا مريح؟
- مرررررررريح
أمام الراحة تسقط كل الصفات الآخرى مهما كانت عظيمة
المشاعر مع الوقت تتبدل الشكل لا يدوم الغنى ليس له علاقه بالراحة أو بكرم الإنسان وسخاءوه الحب مع شخص غير سوي نفسيا أو غير مريح كفيل أن يقتلك الف مرة ولا تموت تظل فقط تتعذب.
أما الشخص المريح حتى لو لم تكن تحبه مع الوقت والمواقف ستحبه حب أعمق بكتير من الحب المبني على مشاعر الحب التي تصيب الإنسان مع شخص ما لسبب ما أو حتى بدون سبب.
ولأننا اصبحنا في زمان الأسوياء نفسيا إبر في محيط عميق فإن وجدت ذلك الشخص المريح فلا تتنازل عنه وإن منحوك الذهب، سيقول البعض لا أحد يظهر بشخصيته الحقيقيه قبل الزواج إننا نخدع !!!
مع احترامي لا يخدع الا من تزوج بعد شهر من الخطبه مثلا أو شخص يتغافل من أجل إتمام الزواج سواء لأسباب عاطفيه أو لأسباب ماديه
ولكن عليك قبل أن تقفز بقدميك داخل القفص أن تتأكد إن كان شريكك مريح أم لا، وتستطيع بمنتهى السهولة أن تعرف ذلك
فالشخص المريح هين لين سهل رحمته تسبق غضبه لا يشك لا يطلب منك دليل ومستند على كل كلمة لا يفتح معك تحقيق في كل حوار .
الشخص المريح لا يقلب الموقف لصالحه حتى يجعلك المخطيء .
لا يضعك طوال الوقت في موقف المدافع عن نفسك ويضغط على اعصابك .
لا يقف لك على كل حرف وكل نظرة وكل فعل ويتحول إلى سجان .
لا يسيطر سيطرة عمياء ويراك ملكيه خاصه وليس من حقك أن تخطو خطوة دون الرجوع إليه مهما كان الأمر بسيط .
لا ينتقدك حتى يقلل منك لا يكره حب الآخرين لك لا يركز على اخطائك أو عيوبك ويسخر منك حتى يزعزع ثقتك في نفسك .
لا يكون الغالب في العلاقه بينكما العصبيه والخصام .
لا يتركك وحيدا وانت تحتاج إليه لا يجعلك تنام باكيا أو مكسروا ولا يهمه جبر خاطرك.
لا يتنصل من مسؤولياته ويحملك فوق طاقتك .
لا يستغلك لا يستغلك لا يستغلك .
لا يجبرك أن تخفي أمرا ما أو تكذب حتى تنجو بدماغك من صداعه .
لا يضعك في مقارنه مع أحد لا يحملك فوق طاقتك لا يحملك مشقة السؤال ولا وجع اللوم والعتاب ، لا يخطيء في حقك وينتظرك أن تعتذر له، لا يرى سوى أنه دوما على حق وعلى صواب .
يغض الطرف عن الذلات المقبوله يقينًا منه أنِّك لا تعني أبدا معنىٰ يؤذيه بقول أو فعلّ يبرر لك فعلك.
لا يراقبك حتى يمسك عليك الخطأ، ولا يصعب عليك أيامك ويعسر لك أمر يسير .
شخص يجيد تهدئه النفس وجبر الخاطر والمساعدة .
يناقشك في اتخاذ القرارات المشتركه ولا يفاجأك بأمر يضايقك أو يضرك.
كل صفة من الصفات الغير مريحه السابقه منفرده كفيله أن تهدم أي علاقه مهما كانت قويه من وجهة نظرك، لذلك قالوا أن الحب أعمى لأن لا عقل له ولا منطق لذلك حِب الشخصيه المريحة حتى تعرف معنى الحب الحقيقي مع الوقت وليس الحب الزائف الذي يكلف الإنسان عمره وأعصابه وراحته ثم يجد نفسه خارجا من تجربه مدمره خلفت ركام كلمات ومواقف قاتله كفيله بتمزيق نياط القلب كلما تذكرتها، فانجو بنفسك إذا وجدتها مع شخص لا تجد راحتك معه مهما كنت تحبه اركض بعيدا من البدايه قبل التورط في زواج وأطفال لأن وقتها ستكون الخسائر فادحة وكل الأطراف ستكون خاسرة ولن يفوز في تلك المعركة سوى الشيطان والمحامي ومحكمة الأسره والحاقدين.