الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:26 مـ 16 ربيع أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

مايكل فارس يصدر كتابه الأول عن ”إعلام الكراهية”.. ومايا سكر تؤكد: الإصدار يراعى حاجة الوقت

في إطار الدور المنوط بالصحافة والصحفيين لبناء السلام الذي يشمل مسارات عدة مجتمعية وسياسية وثقافية وغيرها، تهدف إلى الوصول لحالة سلام أكثر استدامة، تظهر الحاجة إلى جهود قادة الرأي المتمثلين في الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والكتاب، لغرس مفاهيم وأسس الحوار والسلام ووضع طرائق دعمها.

وفي هذا الشأن فقد صدر حديثا كتاب "إعلام الكراهية.. آليات تغطية نزاعات الهويّة" للكاتب الصحفي مايكل فارس، عن دار العربي للنشر والتوزيع، بالتعاون مع المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد".

ويقول المؤلف في غلاف كتابه الجديد، إن المؤَلَف محاولة علمية وعملية لإنشاء خريطة إدراكية متكاملة لتغطية نزاعات الهُوِيَّة الدينية والعرقية والإثنية، بإدخال علوم المنطق والفلسفة وعلم النفس، كمداخل جديدة لفهم العمل الصحفي، ودمج الممارسات العملية مع المفاهيم والدراسات الأكاديمية، وذلك عبر 8 فصول رئيسية تكمل كل منها الأخرى، تم خلالها تصميم أدوات جديدة مبنية على دراسات علمية ونماذج واقعية، يُمكن تطبيقها في فهم وتحليل وتغطية نزعات الهُوِيَّة عطفا على تطبيقات تفاعلية تُمكن القارئ من التفاعل مباشرة مع تلك الأدوات.

وتسعى فصول الكتاب، لتفهم وإدراك الأخطاء التي نقع بها خلال تغطية الأزمات عمومًا والنزعات المبنية على الهُوِيَّة خصوصا، سواء الدينية أو العرقية أو الإثنية في إعلام الدول العربية، فمن يتأمل المشهد الإعلامي يكتشف جليا مدى الارتباك في تناول الأزمات حين تتصدر الساحة، خاصة تلك التي تقودها وسائل التواصل الاجتماعي، ليقع الإعلام بين مطرقة "انتشار السوشيال" وسندان سياستها التحريرية، لتخرج صورة مشوهة منقوصة للأحداث.

فمن أهم الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، التوترات الطائفية والعرقية والإثنية والمناطقية، ولكن العقبة الأساسية والمستمرة، هي كيفية تناول الحدث، سواء إعلام حكومي أو خاص، كلاهما يبتعد جزئيًا عن الموضوعيَّة في نقله لعدة أسباب منها إما أن الوسيلة الإعلامية ترفع شعارات مثل الوحدة الوطنية والسلام المجتمعي فتنقل الحدث بشكل مجزأ منقوص أو دون سياق كافٍ، أو بسبب التوجيهات الأمنية لتلك الوسائل، أو أن القائمين بالاتصال يعانون بشكل أو بأخر من انحياز واعي، أو لا واعي محملًا بأفكار مسبقة تجاه إحدى الأطراف، ينتج عنه تعصب فكري أو ديني يمنعهم من تحقيق الموضوعيَّة أو حتى المسؤولية الاجتماعية تجاه الجماهير، أو جهل بالأدوات والمعايير الصحيحة التي يجب اتباعها لتناول الأحداث بشكل يعرض الأحداث دون خلل و انحياز، فالبعض يجهلها والآخر قد يتجاهلها، إما لانحياز أو أيديولوجية .

لذا فالكتاب بمثابة "دستور" يضم قواعد وأدوات محددة يستطيع كل من هو معنى بتغطية تلك الأحداث خصوصًا، ومختلف الملفات عمومًا السير على دربها، مدمجًا في ذلك نظريات علمية وتطبيقات عملية وتفاعلية بتقنية الـ QR، ونماذج واقعية، يمكن استخدامها في كل الوسائل الإعلامية الناطقة باللغة العربية، والكتاب يتضمن 8 فصول تتكامل مع بعضها البعض لتُشكل خريطة إدراكية لآليات تغطية النّزاعات.

من جهتها أثنت مايا سكر -مديرة برنامج الصحافة للحوار بـ"كايسيد"-، على كتاب "إعلام الكراهية" للزميل مايكل فارس كونه جاء ضمن إطار دعم كايسيد للصحفيين في تنفيذ مبادرات إعلامية – حوارية، مشيرة إلى إن الصحفيين والإعلاميين بمثابة قوة ناعمة يمكننها إحداث تغيير حقيقي في المشهد المأساوي الذي يشهده أتباع الأديان والثقافات في مختلف بقاع المنطقة العربية حاليا، خاصة مع تصاعد وتيرة العنف في عدد من البلدان، مؤكده أن خروج إصدار إعلامي متخصص في معالجة النزاعات وخطاب الكراهية في وسائل الاعلام ووضعه حلولا عملية وعلمية لتغطية قضايا الأديان، هو أمر في غاية الأهمية، ويراعى حاجة الوقت مما أضفى على اقتراح ومبادرة الزميل مايكل فارس أهمية كبيرة ومسؤولية أكبر.

اقرأ أيضاً

وأضافت سكر أن وسائل الإعلام تعد سلاح ذو حدين خاصة عند معالجتها لقضايا النزاع وتغطية الصراعات، لذلك فإن دعم الصحفيين للقيم المشتركة ومكافحتهم انتشار الجهل والتعصب والكراهية بات أمرا ضروريا، وقد أدركنا هذه الضرورة في مركز الحوار العالمي "كايسيد" ومن ثم كان لدينا حرص شديد على تدشين برنامج خاص بصحافة الحوار، ليكون معنيا بإعادة تأهيل وتدريب الصحفيين وتحسين فهمهم لتحليل الصراعات ولدور التنوع بين أتباع الأديان في بناء السلام داخل المنطقة، وهو البرنامج الذي شهد تخريج دفعتين حتى الآن.