الأبطال
د . حنان راضى
اهتم الإسلام بالضعفاء وأصحاب الهمم من ذوى الاحتياجات الخاصة، وكفل لهم الحقوق المادية والمعنوية التى تعينهم على العيش بامان و النجاح فى الحياة، حتى إن رعايتهم فى الإسلام أنتجت منهم قادة، وصنعت منهم أئمة وصلوا إلى مراتب ومنازل فاقوا بها بعض الأسوياء فى عصرهم، بل غيروا مجرى التاريخ.
وفى ظل احتفال العالم باليوم العالمى لذوى الإعاقة، نؤكد على الاهتمام بهم ورعايتهم ودمجهم بالمجتمع، وتحويلهم إلى نماذج إيجابية، وتبنى قضاياهم وحل مشكلاتهم، مؤكدين أن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد، ولكنها إعاقة الجهل والكسل ومجافاة الأسباب.
الإعاقة ليست دليلا على سخط الله عز وجل، وغضبه ممن قدر له هذا الابتلاء كما يعتقد البعض. ولكنه اختبار من الله عز وجل ولكل منا الاختبار الخاص به وعلي قدر حب الله يكون الابتلاء وعلي الذين ابتلوا بالإعاقة الايستسلموا للكسل والتواكل من غير سعي، أن الإنسان يستطيع رغم إعاقته أن يجد بابا للرزق الحلال، بما يتوافق مع إعاقته، كما أن واجب المجتمع أن يعطى هذا الضعيف حقه من رعاية صحية وسكن وفرص عمل مناسبة، وكفالة تامة لمن عجز عن الكسب، وأن يحرص على استثمار طاقاته وملكاته الإبداعية، لاسيما أن معظم الأعمال اليوم لم تعد عضلية كما كانت فى السابق، بل يمكن من خلال التقدم التكنولوجى استثمار طاقات هؤلاء وتوظيفهم دون أن يغادروا منازلهم، مع سن القوانين اللازمة التى تعطى لذى الإعاقة حقه وتمنحه حياة كريمة لا تقل عن قرنائه الأصحاء، وحينئذ يتحول إلى عضو فاعل فى المجتمع وليس عالة عليه.
وأخيرا أحبابي ادعوكم جميعاً لمساعده ذوي الهمم وتشجيعهم وان نكن لهم عونا ولو بالكلمه الطيبه اضعف الايمان ،فالراحمون يرحمهم الله.