آخر / الفرد... القيادة
رباب حرش
بدلا من البحث عن القلب الحار واللسان الحر تسابقنا علي الهوس السياسي وبدوره اثر في اعصابنا وانتاجنا , وتطاير بخار السياسة ليصل للقمم الباردة لتطير معه عقول الناس وتدفعهم للتناحر والتقاتل وتغري الشباب بالجرائم , وصرفت الامة كلها عن العمل المفيد .
وبالتناحر تحول مفهوم الديمقراطية الي المقولة الشعبية ( قوم وأنا أقعد مطرحك ) فقط بل وتحول المفهوم الي احد الامراض الاجتماعية ودابة ذلول لمن يريد الوصول وتزاحم الناس علي ركوبها فجمحت بهم لتهدم الاخلاق والمثل واصبح لاهم لنا الا الصياح وتركنا كل عمل من اعمال النهضة الحقيقية .التي لاتقام الا بترك السياسة للسياسين فانهم ليسوا في حاجة الي حناجرنا ولكنهم في حاجة لهدوئنا وانصرافنا الي اعمالنا .
وبالتناحر ايضا تطور الاغراق في الخصومات الي حد التكفير واقحام الدين في ميادين الخلاف السياسي الامر الذي يستحيل حدوثه في اي شعب متحضر ديمقراطي واعني هنا بالديمقراطية روح المساواة والوفاء وحرية الفكر المكفولة للجميع .
فقد تلقت كتلة الوطن طعنات حللتها الي عناصر وطوائف , مما يفرض علينا ان نتذكر دائما ان الخصم في المبدا هو مواطن مصري قبل كل شئ وان خصومة المبادئ لاتعني القضاء نهائيا علي الاشخاص بكل الاسلحة وتعطيل كل ادوات المنفعة التي ترجي منهم في وقت من الاوقات وليكن الغرض الذي نسعي اليه جميعا ودائما هو خدمة الوطن وحده ولتكن الخصومات في حدود التنافس علي القيام بخدمة المجموع وليس من مصلحة احد استمرار تصويب السهام في الشخصية والآدمية والشرف وفرش ارض الوطن بالجرحي والقتلي , ولنقطع علاقتنا بمن يخيل اليه ان حكم الوطن كالارجوحة يتشاجرون علي تبادلها وينفقون مالديهم من اجلها .
تذكروا يوم أن دعي نابليون الظافر علماء الأزهر ليزين صدورهم بالنياشين وفزعه أن رأي أيديهم قد نزعت نياشينه وألقت بها الي الأرض في حضرته ليجعلوه أول من ادرك ان الانتصارات والجيوش لاقوة لها ولا حيلة امام رجل يحترم نفسه .