السعادة
محمد الخمارى
قامت الدنيا بأركانها وجنودها وسلطانها باحثةً عن السعادة، تجولُ هنا وهناك، تمشى أميالاً وتقطعُ ساعات، تسهرُ الليالي الطوال، تَجِدُّ وتنشطُ بقية النهار، تجرى خلف السعادة، عجلات من الزمن وسباقٌ عجيب .
لا السعادة تتوقف ليلحق بها الرَكْبُ، ولا القافلةُ تستطيع اللحوق بموكبِ السعادة .
صراعٌ دائمٌ بين الشخص ونفسه وبينه والأخرين .
اضطرابٌ وآهات، كَبَواتٌ وذلَّات، خُنُوعٌ ونفاق، كذبٌ وعداوات، كل ذلك لأجل الحصول على السعادة .
ياتُرى السعادة محصورةٌ بين الشفايفِ فى زحام الابتسامات، أم هي ساكنةٌبين الأزواج على الفُرُشِ والقُبُلات، يا تُرى أهى تاجٌ على المناصبِ العليا من الدرجات، أم هي حليفةُ القصورِ الضخمة والسيارات، فلماذا يبحثُ عنها أصحابُ المليارات من الدولارات، سؤالٌ يعقبهُ سؤالٌ وسؤالات، إذن السعادةُ كَنْزٌ مجهولٌ لا يحصلُ عليه إلا مَنْ غَلَبَ نفسه واتبع التعليمات، وعرف أنها أمرٌ معنوىٌ لكنه الَذُّ وأطعمُ مِنْ المادياتِ فى عالم المحسوسات، السعادةُ هى نعيمُ الدنيا والآخرة، هى الثواب وحرمانها العقاب، هى النجاح وحرمانها الفشل، هى عصا التأديب والتربية مطلقاً، بها ننعم وبدونها نشقى، هى سِرُّ الرَّبِ فى الكون، بها أُرسلَ النَّاموسُ ( الوحى ) إلى الخلق
السعادةُ فى الرضا والقناعة .