تعليم فنكوش
هند عبد الغنى
يبدو أن كل شئ بيننا تحول إلى تجارة وأصبح الجميع ؛ إلا ما رحم ربى ؛ يبحث عن التكلفة البسيطة ذات المكاسب الكبيرة اياً كانت الخدمات المقدمة فأصبح الجميع يرتدى بدلة من الجبس كوظيفة نمطية يؤديها دون النظر لما يقدمه من إفادة .....فلقد أصبحت العملية التعليمية فى أدنى مستوياتها ولم يقتصر التدنى على فئات معينة بل لقد لحقت بالكل الخاص والعام وانحدر الوضع لأسفل سافلين بكل أسف .....فبدلا من ان نتهرب من هوس أسعار التعليم الخاص ونلجأ إلى التعليم الحكومى لنحتمى به وفيه وجدناه هو الآخر تخصخص وتحول الى تجارة لتعليم "الفنكوش " اى التعليم الجاهل وأصبحنا بين كفى كماشة او كالمستجير من الرمضاء بالنار
وبدلا من أن ننتشل أجيالنا من سجن الجهل إلى بوابة نور التعليم وجدنا التعليم هو الآخر داخل أسوار السجن لا يرى لو بصيص من النور وأصبح " الفنكوش " بديلا له اى تعليم لانعرف عنه شيئاً
التعليم ياسادة خدمة وأمن قومى واستثمار بعيد المدى لمن يدرك ويعى ما التعليم وأهميته للدولة فبدونه لن ترتقى الأمم مهما نهضت بالنواحى الأخرى لأننا ننتج جيل لايفقه شيئا عما بنيناه ولا كيف بنى ولا لماذا بنيناه من الأساس ...لقد أدركنا بالأمس القريب بعدما حلت علينا جائحة كورونا إكتشفنا تجارة الصحة وتجارة المستشفيات الخاصة والعيادات الخمس والسبع نجوم ولم نجد عوناً للمرض الفقير الا بسيط ....واليوم وجدنا التعليم يسير على نفس النهج الصحى فأصبحنا نواجه "مرضى بالجهل " وأصبحنا ندفع ثمن للتعليم ونتسلم شهادة للجهل ....
التقدم ليس لافتات ولا شعارات بحبك يا وطن إنما التقدم عمل وإن لم يترجم لعمل فلا قيمة لأى تقدم دون العلم والعمل
" أ_ ب" الحل فى النهوض بالعملية التعليمية
نهوض حقيقى عملى والا نصبح مثل التائهون فى الصحراء دون بوصله ارشادية للوصول لهدف حقيقى .....ولدينا نموذج بسيط ولكن عميق وثرى دولة سنغافورة والتى طورت من كل شئ فيها وقت كانت لا تمتلك شئ لكنها كانت تمتلك العقلية كانت تمتلك الهمم الحقيقية والتى حولت سنغافورة من دولة فقيرة بسيطة الى دولة ذات شأن عظيم
ففى الوقت الذى كانت ام تمتلك فيه رمال ولا شواطئ قامت بشرائهم فانتعشت لديها السياحة وارتفع دخل الفرد لمبالغ خيالية واصبحت من الدول الصانعة للبترول وهى لا تمتلكه من الأساس ...لكنها كانت تمتلك الأغلى والأثمن ...العقل ...الهمة ...الضمير ...التعليم