الثلاثاء 13 مايو 2025 05:36 مـ 15 ذو القعدة 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

البلطجة المتكررة فى الشارع .. ظاهرة خطيرة تهدد حياة المواطنين

 

ظاهرة غريبة لم يعتاد عليها الشعب المصرى على مر الزمن وهى مشاهد البلطجة المتكررة فى الشوارع والتى وصلت لحد القتل فى كثير من الأحيان ففى الأيام الأخيرة ومع حالات القتل والبلطجة التى تحدث مرة بدافع الأخلاق قتل شاب من مدينة تلا بمحافظة المنوفية ، محمود البنا والذى قتل على أيدى ثلاثة بلطجية لمعاتبته لأحدهم على محاولة التحرش بفتاة في الشارع ، وهذا بلطجى أخر يتعدى على شاب سائق توك توك ويقتله ويسرق منه التوك توك ، وهذا بلطجى يقوم  بقتل شاب بطعنة نافذة في ميدان فكتوريا بمنطقة الساحل بمحافظة القاهرة ويقتله ، وكل يوم أصبحت صفحات الجرائد مليئة بتلك المشاهد الدموية ليست فقط تلك المشاهد فى الشارع وسط المارة ولكن بدأت تحدث وسط الأطفال فى المدارس مشاهد عنف وبلطجة وضرب بين الأطفال .

وقائع غريبة تحدث فى الشارع المصرى لم نتعود عليها أبدا من قبل سببت حالة من الخوف والقلق جرايم يومية تهدد المواطن المصرى فما هى الأسباب وراء تلك الظاهرة الخطيرة وهى ظاهرة البلطجة التى وصلت للتعدى بالقتل لأتفه الأسباب وهل حمل السلاح الأبيض بين الشباب والمارة أصبح موضة عصرية ولماذا لم يتدخل القانون كرادع لهؤلاء البلطجية الذى يتسببوا يوميا فى إرهاب المارة وهل واقعة طالب المنوفية يمكن أن تدق ناقوس الخطر ويعتبر جرس إنذار للدولة لمواجهة هؤلاء البلطجية .

 

يقول د حسام أمين أستاذ علم الإجتماع  للأسف نعيش الأن ظاهرة خطيرة وهى ظاهرة البلطجة والقتل والتعدى بين كثير من الشباب والأطفال وهذا يرجع سببه الرئيسى إلى الأسرة وتفككها والتربية الغير سليمة للأب والأم مما يخلف أطفالا وشبابا يصبحوا ضررا للمجتمع وعالة عليه وتكون نتيجتهم إما القتل إثر البلطجة وإما الاحداث وإما السجن .

وأضاف أستاذ علم الإجتماع لاشك أن الدراما والسينما لعبت دورا خطيرا فى تشكيل وعى المجتمع فمثلا معظم شباب البلطجة يأخذوا الممثل هذا قدوة فى الشكل والأفعال حتى لو كانت قتل أو بلطجة ومما لاشك فيه أن السنوات الأخيرة شهدت نوعية أفلام تعتبر أكبر محرض على البلطجة والقتل بين الشباب وهما المسؤلين الأول عن هؤلاء الضحايا المقتولين منذ أيام .

وناشد أستاذ علم الإجتماع الدولة بواجهة هذا الإسفاف فى السينما وتلك الأفلام الكارثية التى تحض على البلطجة فى الشارع وتعلم الاطفال أفعالا وأقوالا تدمر شخصياتهم وأخلاقهم بحيث يكون الخاسر الأول هو المجتمع

وأوضح أمين قائلا إلى أن جميع الجرائم من بلطجة وسرقة وقتل أو حتى تحرش  تندرج تحت إسم البلطجة التى تدمر مجتمعا بأكمله ولابد للجميع أن يتكاتف للقضاء على تلك الظاهرة الأخطر فى المجتمع وأناشد المؤسسات الأمنية بالتعاون مع المؤسسات المجتمع الأخرى فى القضاء على تلك الظاهرة ولابد للبرلمان أن يسرع فى تشريعات تضاف لقانون العقوبات تكون رادعة لهؤلاء .

 

فيما قال أشرف عمران الخبير القانونى  هذه الظاهرة بالفعل موجوده فى مجتمعنا منذ زمن ولكن لم تكن بهذه الشراسة والفجر لهذه الدرجة ولعل قتل طالب المنوفية هو الذى أشعل القضية وسلط الضوء عليها إن معظم الأحداث الأخيرة وقعت بين شباب أو أطفال من عمر 15 إلى 18 عاما وهذه تعتد محور الخلاف إذ أن القاضى لا يستطيع أن يحكم على صاحب 18 عاما بالإعدام ولكن أقضى عقوبة 15 عامل وتحويله للأحداث فيحدث نوعا من الإحتقان فى الشارع لعدم إعدام القاتل لأنه لايصح أن يعدم الإفوق ال18 عاما ويطبق عليه شروط القتل مع سبق الإصرار والترصد

وأضاف لابد للدولة أن تسرع فى مواجهة هذا الظاهرة الخطيرة وأن يبادر البرلمان المصرى فى تعديل قانون العقوبات الخاصة بقضايا البلطجة والقتل العمد حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر .

وأوضح عمران على مؤسسات المجتمع أن تنظم ندوات توعوية فى الإعلام بشكل مكثف جدا فى الفترة القادمة ودور رجال الدين كبير جدا فى تشكيل وعى هؤلاء الاطفال والشباب وأهم حاجة هى إلاهتمام الافلام التى تحض على الأخلاق وعلى الدولة أن ترفض أى فيلم يحض على البلطجة والإسفاف والمجتمع المصرى قد شهد الكثير من الأفلام صاحبة الإنتاج الضخم والتى تعتبر أكثر الوسايل التى تنشر الفسق والبلطجة بين الشباب والأطفال .

 

 الدكتور أحمد الجهينى من علماء الأزهر الشريف يقول الله تبارك وتعالى حرم التعدى على الأخر بأى شكل كان بالضرب أو بالقتل كما حرم أيضا البلطجة والمشى فى الشوارع والتعدى على الناس بالقول والفعل وهى من الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا في الآوِنة الأخيرة ، أما محاربة الله ورسول والإفساد فى الأرض فنص القران واضح وصريح " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الأخرة عذاب عظيم " فالبلطجة تعتبر إفساد فى الأرض ومظاهرها كثيرة ومتعددة فالقتل والتهديد والإستيلاء على حقوق الناس بغير وجه حق وغيرها يعد بلطجة والله تعالى وضع نصا صريحا قاطعا ووضع أقصى عقوبة وهى القتل والصلب .

وأضاف الأستاذ بجامعة الازهر الشريف لابد للقانون أيضا أن يكون رادعا لكل من تسول له نفسه بقتل نفس أخرى فهى عند الله عظيمة جدا ولزوال الكعبة أهون عند الله من قتل إمرئ مسلم بغير وجه حق .
 

وأناشد المؤسسات الدينية والتعليمة أن يكون لها دور كبير مع المؤسسات الأمنية فى محاربة ومواجهة البلطجة فى مجتمعنا الأمر دينى ونفسى فى المقام الأول .

البلطجة الشارع المصرى