عبدالعزيز محسن يكتب :«واقع العمل الإداري في الجامعات»

العمل الإداري داخل الجامعات مجحف ميئس، ومع ذلك يكابده صاحبه ويصر عليه وهو موقن أن شيئًا لن يتغير، وأن نفسًا لن تتحول على الأقل بالسرعة التي تشعره بلذة النجاح، لكنه يمضى في عمله وينسى النتيجة.. إلى أن يعتاد العمل دون أن يسأل عن الأثر وكأنه ثور الساقية يدور بها مغمض العينين لا يدرى أذهب ماؤها في الهواء أم ذهب في الغيطان!.

قد يستقيم ذاك القول الفظ في حق العاملين بالجامعات وتحديهم من رُعَنَاءِ غِلاظ قلوب ابتلينا بهم.. والتذرع بظلم الحياة أيسر ترويجًا.. والحجة الحاضرة في حاله أنهم ليسوا كفئًا لتحديات جسام تواجه الجامعات المصرية.. ينوء تحت حملها المبصرون ذوو القوة والسطوة والمال.. فأين لهذا الموظف أن يكون صاحب حل أو عقد في سياسته أو تعليمه أو ثقافته.. فهذا الموظف ومن مثله يكفيهم أن يبقوا أيقونات متاجرة بالعواطف واستدرار الصدقات.. وأن يطمحوا لموقع الندماء لا الشركاء.. ندماء المجتمع على الصفحات الإعلامية للجامعات.!.

المأساة الحقيقية أن المجلس الأعلي للجامعات لا يأخذ فى وجه الأزمات داخل الجامعات الحل الجذرى الراديكالى قط، وإنما الحل الوسط المعتدل، أى المهدئات والمسكنات المؤقتة، والنتيجة أن الأزمة تتفاقم وتتراكم أكثر، ولكن مرة أخرى تهرب الجامعات من الحل الجذرى إلى حل وسط جديد.

و لنقرأ إذًا حالنا فى تلك الكلمات.. ونحن نعرف أن البعض قد يقرؤها متنمرًا أميل إلى المكايدة والمحاجة.. ولكن وإن بقى المتنمرون بيننا لا ينبغى أن يصدونا عن قراءة موضوعية لكل تحليل صادق لواقعنا.. فليس أبلغ لمقارعة حجة المتنمرين وإبطالا لها من صدق قراءة الواقع.

وفي النهاية لن يغنى صخبٌ ولا ادعاء بطولة ولا مَنٌّ بفضل كان أو لم يكن.... فاللطف في المقدور مقدرو.. بالتواضع لله والإقرار بأن تلك اللحظة هي لحظة التنادى على كل أطياف القيادات الإدارية المؤهلة لتكون على قدر مسؤولياتها..!.