اذكروا محاسن موتكم
د.طارق محمود ناصر
مقولة شائعة فى المحيط العربي و لكنها شديدة الخطورة و الأهمية و التأثير.
للأسف نتداولها جميعا عن ظهر قلب كما لو أنها مقدسة. و لكن حقيقة الأمر انها مضللة أيما ضلال و مزيفة للواقع و للحقيقة بشكل يثير مشاكل لا حصر لها.
ان ذكر محاسن الموتي فقط دون مساؤهم و بالذات لو كانوا من الحكام و المشاهير فية تضليل كبير للأجيال المتعاقبة.
فذكر محاسن الشخص ( و بالذات لو كان كما ذكرت مؤثر فى محيطة) سيعطي انطباع لمن يجيئ بعضة ان هذا الشخص كان كائن أشبه مايكون بالملائكة كل أفعالة و أقوالة أقرب ما تكون إلي الكمال. و الكمال للأسف ليست صفة بشرية انها فقط صفة الخالق عز و جل.
ثانيا التحدث فقط عن محاسن الموتي سيترك انطباع ذهنيا للعامة ان كل أفعال السابقين صواب مائة بالمائة و انهم لم يخطأوا قط و بالتبعية لن نجد أى شئ نتجنب فعلة لان ببساطة ما نقل الينا عبارة عن محصلة أفعال اقرب ما تكون الي الكمال و من ثم لن نتعلم أى شئ عن الأخطاء فنعيد نفس التجربة الإنسانية التي عاشها السابقون و نخطأ نفس اخطاؤهم التي لم تذكر لنا و من هنا نقول ان التاريخ يعيد نفسة.
فى واقع الأمر التاريخ لا يعيد نفسة بالنسبة للعامة الذين وقعوا فى الأخطاء و لكنة يعيد نفسة لمن يعلمون حقيقة اخطاء السابقين فيبدو بالنسبة لهم كما لو ان التاريخ يعيد نفسة.
و الواقع ان من يعلمون حقيقة اخطاء السابقين مضللين و لم يذكروا تاريخ السابقين بأمانة حتي تكون اخطائهم دروس و عبر لمن سيجيئ بعدهم و لكنهم فضلوا ذكر المحاسن فقط فاضطر العامة لاختراع العجلة من اول و جديد لاكتشاف الأخطاء السابقة و اللاحقة.
ثالثا التضليل المتعمد جعل الأحياء يعيشون تحت مظلة هائلة من جلد الذات و اللوم الداخلي علي الوقوع فى الأخطاء ظنا منهم ان هذة الأخطاء هى من نتاج سوء تصرفهم الدائم و ان السابقيين كانوا بالنسبة لهم أشبه بالكائنات النورانية التي لا تخطئ أبدا.
اما آن الآوان ان نذكر التاريخ بحيادية و موضوعية بحلوة و مرة بخيرة و بشرة و ندفن شعار أذكروا محاسن موتاكم للأبد.