الكمامة قنبلة موقوتة
د. سيد مناع
بعد تفشي فيروس كورونا المستجد الغامض على مستوى العالم، أقبل الكثير من الأشخاص على ارتداء الكمامات الطبية، كإجراء احترازي وقانوني للوقاية من هذا المرض اللعين ، الذي حصد عن إصابة الآلاف قارب السبعة ملايين مصاب وما يقارب النصف مليون وفاه علي مستوي العالم وقارب عدد الاصابات بمصر الي 30 الف مصاب و1300 وفاه حتي كتابة هذة السطور فهل أقنعة الوجه اوالكمامة فعالة في مواجهة هذا الفيروس اللعين:
في البداية الكمامة الصحية لها حدود دونيا من المواصفات
يجب أن يحتوي الوجه الخارجي للكمامة على مادة مضادة للميكروبات والفيروسات
يجب التأكد من أن الوجه الداخلي يحتوي على فتحات صغيرة، تساعد على التنفس بصورة طبيعة
يراعى أن تحتوي الكمامة على جزء معدني (دعامه)يساهم في غلق الأنف بشكل جيد لحماية من الفيروسات والميكروبات.
و أكد خبراء الصحة، أن دور الكمامة للحد من الإصابة بفيروس كورونا، محدود ورغم ذلك فارتدائها أمرًا ضروريًا، مشيرين إلى نوعان اساسيان من الكمامات:
• الأول المعروف بـ"N95"، ويتم استخدامه من قبل الأطباء والموظفين الذين يتعاملون مع المرضى المصابين، تقدم هذه الكمامة حماية كبيرة لمن يرتديه، وهو فعالًا في منع دخول 95% من جزيئات الهواء الصغرى .لكن ارتدائه غير مريح، لأنه يعرقل عملية التنفس.
• النوع الثاني وهو ما يعتاد الأطباء والعامة حاليا على ارتدائه، ويحقق حماية محدودة حيث تمنع التعرض للرذاذ، أمام الجزئيات الصغيرة الحاملة للمرض والقادرة على اختراقه وهذه الأنواع المتاحة للعامة ويتم ارتداءه للحد من انتشار هذا الفيروس ولهذا النوع وجهان الأزرق والأبيض ويستخدم الوجه الأزرق لمنع دخول الميكروبات والتقاط العدوى وهو مقاوم للماء، أما الوجه الأبيض فيستخدم للتعقيم ومنع نقل العدوى وهو ممتص للماء
بالإضافة الي ما سبق فهناك أنواع اخري للكمامات منها
• كمامة الغبار وتمنع دخول الغبار ولا تمنع دخول الفيروسات والميكروبات
• الكمامة القماشية وتستخدم في حالة عدم توافر الكمامات الطبية و N95وفعاليتها للفيروسات والميكروبات ضئيلة جدا جدا
طبيا للكمامة بصفه عامة العديد من الأثار الجانبية السيئة على جلد الوجه خاصة إذا تم ارتداؤها لفترات طويلة او بالأماكن المغلقة، وخاصة علي الجلد أطلق عليها أخصائيون "بثور الكمامة" أو ماسكن. وهذا ناتج من الرطوبة والحرارة الناجمتين عن ارتداء الكمامة لفترات طويلة حيث تؤدي إلى انسداد مسام الجلد ولتجنب حدوث ذلك والتخفيف من آثاره، إلى ضرورة غسل الوجه جيدا بعد الانتهاء من استعمال الكمامات ويمكن استخدام محاليل مخففه جدا الساليسيليك لقدرته على تقشير البشرة
وقد تبنت الدولة بكل أجهزتها جاهدة عدة إجراءات احترازية في الفترة الأخيرة في ظل تزايد اعداد المصابين منها فرض لبس الكمامة وفرض غرامة مالية علي مخالفي القرار
ولكن هناك العديد من العادات السيئة والتي واكبت هذا الاجراء وهو ما يندرج تحت فلهوة وذكاء المصريين من ناحية والحالة الاقتصادية الصعبة من جانب اخر منها عدم استخدام الكمامة الا في الأماكن المراقبة امنيا وليس خوفا من العدوي وأيضا تبادل الكمامات في المصالح الحكومية كالبنوك ومكاتب البريد والمواصلات العامة وغيرها.
ووصل الامر الي ان بعض سائقي الميكرو باصات لديهم عدد من الكمامات المستعملة للركاب وعند نزولهم يستردها من الركاب (الكمامة الدوارة) وغيرها من العادات التي انتشرت بمجتمعنا وهذه مصيبة بكل المقاييس ما يجعل الكمامة مصدرا للوباء وليس للحماية من العادات السيئة الأخرى أيضا أن يتم القاء الكمامات بالشوارع بعد استخدامها ما يجعلها مصدر للوباء وخاصة ان موضوع لبس الكمامة مستجد علي مجتمعنا ويتعامل معها الأطفال وعمال النظافة بإهمال .ولابد من حرق الكمامة او وضعها في كيس محكم الغلق والتخلص منها بطريقة امنة للحد من انتشار الفيروس.
وكل ما سبق من تلك السلوكيات هو نتاج الأوضاع الاقتصادية الطاحنة وخاصة في تلك الظروف الاقتصادية الصعبة فلا يعقل ان يكون مطلوب من رب الأسرة المكونة من 5 افراد شهريا 750 جنية شهرا بند كمامات فقط وراتبة 2000 جنية وهناك رواتب اقل فما تبقي هل يفي بمتطلباته الأساسية من اكل وشرب ومواصلات وكهرباء ومياه وتليفونات ولبس وعلاج وغيرها الكثير والكثير فما بالنا بالعمالة اليومية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فلنجرب لمرة واحدة المراهنة علي وعي الحكومة وليس وعي الشعب ولابد وحتما من إيجاد حلول غير تقليدية لموضوع فرض الكمامة منها علي سبيل المثال لا الحصر:
1- الدولة أصدرت قانون بتسعير الكمامة الطبية بسعر 2 جنية وهذا القانون غير مفعل تماما واقل كمامة تباع بـ5 جنيهات باي صيدلية ما دفع مصاصي الدماء الي طرح العديد من الأنواع الرديئة جدا جدا (طبقة واحدة) من الكمامات والمصنعة بلا رقابة فلابد من منع هذه الأنواع من السوق بالإضافة الي تغليف الكمامة معلومة المصدر وكتابه السعر عليها مثل كل أنواع الادوية والدولة تقدر علي ذلك.
2- أيضا هناك مقترح بديل لاحتكار شركات المستلزمات للكمامات وهو طرح الكمامات سابقه التسعير والتغليف ومعلومة المصدر علي بطاقات التموين.
3- غرامه عدم لبس الكمامة لا تتجاوز 4 آلاف جنية وغالبا تقر بـ200 جنية وليكن عائد تلك الغرامة ليس ماديا ولكن الغرامة يأخذ بها المخالف كمامات وتصبح للغرامة دور إيجابي في نشر ثقافة لبس الكمامة وليس العقاب.
4- كل المصالح الحكومية تتلقي مقابل نظير الخدمة مثل السنترالات والبنوك ومكاتب البريد والشهر العقاري فيمكن ان تتكفل بثمن الكمامة والمعقمات والمطهرات لمرتادي تلك المصالح من تكلفة أداء الخدمة وليس زيادة ثمن الخدمة وان كنت اقترح ان يتم تفعيل الحصول علي تلك الخدمات الكترونيا وان يتم تفعيل خدمة حجز موعد مسبق لتلك المصالح منعا للتكدس والزحام.
حمانا الله واياكم من كل مكروه وسوء