اسم النبى حارسة أمريكاني
آمال البنداري
قرأت فى طفولتي مقالا للكاتب الكبير وحيد حامد حمل عنوان (اسم النبى حارسه اميركانى ) كان ينتقد فيه ظاهرة ذهاب الفنانات والراقصات المصريات للولادة فى المستشفيات الاميركية نظرا لما كانت تتيحه القوانين الامريكية وقتها لاعطاء الجنسية الاميركية لابناء الارض(اى من يتم ولادتهم على الأراضى الأمريكية ..فلقد كانت القوة الناعمة الأمريكية فى نهاية الثمانينات وأوائل التسعنيات فى اوهج عصورها وكان الحلم الامريكي يراود معظم الشباب المصرى وكل من لديه امكانيات مادية كبيرة وامكانيات ثقافية وإنتمائية قليلة وطالب الكاتب الكبير فى مقاله حينها الراقصات والفنانات ورجال الأعمال وكل والحالمين والساعين للحصول على الجنسية الامريكية بترك البلد للفلاحين واولاد الغلابة من الدقهلية والغربية والبحيرة بحرى ل اسيوط وسوهاج وقنا قبلى فهولاء هم الأولى بمصر وهم من سيدافعون عنها بدمائهم وارواحهم اذا تعرضت لاى خطر او اعتداء اتذكر كلمات كاتبنا الكبير جيدا الان .
وأنا أشاهد المظاهرات الحاشدة واعمال العنف على خلفية أحداث ولاية اريجون بعد قتل جورج فلويد المواطن الامريكي الاسود داخل قسم الشرطة واندلاع أعمال نهب وسرقة فى جنوب ولاية كاليفورنيا واختراق شاحنة للمتظاهرين وسحلهم فى شوارع منيابوليس واشتباك متظاهرون مع الشرطة فى بوسطن وواشنطن العاصمة ..كل هذا فى امريكا بلد الحريات وليس فى جمهورية الموز او فى دولة من دول العالم الثالث ونرى لأول مرة المتظاهرون يحاصرون البيت الابيض والشرطة تقف لحمايته وقوات الحرس الوطنى تنتشر فى 15ولاية امريكية..وشاهد الجميع عبر الشاشات والمنصات الاعلامية القبض على الصحفيين وماهجمة ترامب للإعلاميين كل هذا فى امريكا بلد الحريات والحقيقة اننا سمعنا جميع الاصوات من المقهورة من العنصرية إلى الثائره على الظلم واصوات حكومية من هنا ومعارضة من هناك ولكننا لم نسمع صوتا للمدعوة هيومان رايتس ووتش و هيومان ريسورس واخواتهم وكانهم اصيبوا بالعمى والخرس فلم نسمع صوت اعتراض او نقراء بيان شجب او ادانه للاحداث المؤلمة ..أليس المقتول الاسود انسان..اليس المسحولين فى الشوارع الامريكية بشر ...اتدرون ايها المدعون للانسانية ونبذ العنصرية اننا فى مصر لم يسجل التاريخ يوما عندنا قديما او حديثا ان اضطهد أحد فى مصر بسبب لون بشرته لان فطرتنا النقية و انسانيتنا جعلت السمار عندنا هو نصف الجمال.